__________________
عَنِ الْهَوى إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحى) وقد أخبر عن المهدى انه لا يخطئ وجعله ملحقا بالأنبياء في ذلك الحكم* قال الشيخ فعلم انه يحرم على المهدى القياس مع وجود النصوص التي منحه الله إياها على لسان ملك الإلهام بل حرم بعض المحققين على جميع أهل الله القياس لكون رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم مشهودا لهم فإذا شكوا في صحة حديث أو حكم رجعوا اليه في ذلك فأخبرهم بالأمر الحق يقظة ومشافهة وصاحب هذا المشهد لا يحتاج إلى تقليد أحد من الأئمة غير رسول الله صلىاللهعليهوسلم. قال الله تعالى : (قُلْ هذِهِ سَبِيلِي أَدْعُوا إِلَى اللهِ عَلى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي) وأطال في ذلك ثم قال فللإمام المهدى أيضا الاطلاع من جانب الحق على ما يريد الحق تعالى أن يحدثه من الشئون قبل وقوعها في الوجود ليستعد لذلك قبل وقوعها ، فان كان ذلك مما فيه منفعة لرعية شكر الله عزوجل وسكت عنه ، وان كان مما فيه عقوبة بنزول بلاء عام أو على أشخاص معينين سأل الله تعالى فيهم وشفيع وتضرع اليه فصرف الله عنهم ذلك البلاء بفضله ورحمته وأجاب دعائه وسؤاله (فان قلت) فإذا عمى الله تعالى عليه حكما في نازلة ما ذا يفعل (فالجواب) إذا عمى الله تعالى عليه حكما في نازلة ولم يقع له بها تعريف ولا كشف ألحقها في الحكم بالمباحات فيعلم بعد التعريف أن ذلك حكم الشرع فيها فانه معصوم من الرأي والقياس في الدين إذا القياس ممن ليس بنبي حكم على الله في دينه بما لم يعلم فانه طرد علة وما يدرى العبد لعل الله لا يريد طرد تلك العلة ولو أنه كان أرادها لا بأنها على لسان محمد صلىاللهعليهوسلم وأبان بطردها وأطال في ذلك ثم قال : واعلم انه لم يبلغنا ان النبي صلىاللهعليهوسلم نص على أحد من الأئمة بعده أن يقفو اثره لا يخطئ الا المهدى خاصة فقد شهد له بعصمته في خلافته وأحكامه كما شهد الدليل العقلي بعصمة رسول الله صلىاللهعليهوسلم فيما يبلغه عن ربه من الحكم المشروع له في عباده (فان قلت) فإذا نزل عيسى عليهالسلام فمتى يموت وكيف يموت (فالجواب) كما قاله الشيخ في الباب التاسع والستين وثلاثمائة أنه يموت إذا قتل الدجال وذلك أنه