ندبه على المال ، فجاز أن يقال على قياس* ما ذكره إنّ الأولى عدم شرعيّة الزّكاة مثلا ، لانّه ممّا يضيّق قلب الفقير الذي لا يجد النصاب ، وينفر الرّجل الغني ، وهو كفر ، أو في حد الكفر بالله تعالى ، وايضا قد أطلق الله تعالى لفظ الصّدقة ولم يحد لها مقدارا معينا ليقال : إن أبا بكر أو غيره من الفقراء ربّما عجزوا بل يتأتى ذلك على الموسع قدره وعلى المقتر قدره ولو بتمرة أو بشقها ، (١) وكذا منع كون نجوى الرسول مندوبة في حد الكفر وقد تعرض له النّيشابورى باشارة فافهم.
قال المصنّف رفع الله درجته
السّادسة عشر روى ابن عبد البر (٢) وغيره من السّنة في قوله تعالى (٣): (وَسْئَلْ مَنْ أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رُسُلِنا) (٤) ، قال : إن النبي صلىاللهعليهوسلم ليلة اسرى به جمع الله بينه وبين
__________________
(١) إشارة إلى الحديث النبوي الشهير ، وقد مر في (ج ١) بيان مداركه ونزيد هنا ان ممن رواه الخطيب البغدادي الحافظ أورد في ج ١٦٣ وج ٤ ص ١٢٤ وج ٧ ص ١٢٩ وج ص ١٦٤ وج ٧ ص ١٦٩ وج ٧ ص ١٧٠ وج ٧ ص ١٧١ فليراجع ثم ليعلم أن هناك عدة أحاديث في شق التمرة قد ورد بعضها في اطعام الفقير وبعضها في إفطار المؤمن الصائم.
ومن الاخبار في الباب ما نقله الحافظ شمس الدين محمد السخاوي المصري القاهرى في كتابه المقاصد الحسنة (ص ٢٠ طبع القاهرة رقم ٢٤) قوله صلىاللهعليهوسلم اتقوا النار ولو بشق تمرة ، رواه عن الشيخين عن عدى بن حاتم وعن الحاكم عن ابن عباس وعن أحمد عن عائشة وعن الديلمي بزيادة فإنها تقيم العوج وتسد الخلل وتدفع ميتة السوء وتقع من الجائع موقعها من الشبعان إلى غير ذلك من الروايات.
(٢) قد مرت ترجمته في المجلد الثاني ص (٣٤٤).
(٣) الزخرف. الآية. ٤٥.
(٤) رواه من أعلام القوم عدة.