يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَنْ يُتَّبَعَ أَمَّنْ لا يَهِدِّي إِلَّا أَنْ يُهْدى فَما لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ) (١) تكميل جميل ينبغي أن يعلم أنه إذا دلّ حديث مرويّ من طريق أهل السنة على أفضلية عليّ عليهالسلام أو على تفرّده بفضيلة مخصوصة كما فيما نحن فيه ثمّ وجد حديث آخر من طريقهم يدلّ على أفضلية غيره ، أو تفرد غيره بتلك الفضيلة المخصوصة أو اشتراكه معه فيها ، فالعقل السليم حاكم بصدق الأوّل ، وكذب الثاني كما أوضحه والدي الشريف (٢) روح الله روحه في بعض تعليقاته (٣) حيث قال : لا يخفى على اولى النهى أنّ اجتماع النقيضين وارتفاعهما أيضا محال ، فلا يكون في الواقع إلا أحدهما ، فنقول حينئذ : إنا نجد كثيرا في الأحاديث المعتبرة عند الجمهور ويزعمون أنها من الصحاح حديثين نقلهما ناقل واحد ، أحدهما يدلّ دلالة واضحة صريحة على أفضلية مولانا أمير المؤمنين عليهالسلام ، والآخر يدلّ على أفضلية من
__________________
الثوري عن يحيى بن سعيد بن المسيب قال : كان عمر يتعوذ بالله من معضلة ليس لها أبو حسن انتهى.
وكذا في طبقات الفقهاء لأبي إسحاق الشيرازي المتوفى سنة ٤٧٦ في علم على عليهالسلام وقضاوته قال وروى عن سعيد بن المسيب انه قال كان عمر يتعوذ بالله من معضلة ليس فيها أبو الحسن.
وكذا غيرهما وسنذكر أشطرا من كلمات القوم في بيان فضائله عليهالسلام النفسانية.
(١) يونس. الآية ٣٥
(٢) هو العلامة السيد محمد شريف بن العلامة المير نور الله الاول الحسيني المرعشي المعاصر لشيخنا البهائى ، وكان من أجلة العلماء في عصره وقد ذكرنا نبذا من ترجمة أحواله في مقدمة الكتاب التي طبعت في أول المجلد الاول فراجع ثم التعبير بالشريف لا يخفى ما فيه من اللطف والإيماء إلى الجهتين الوصفية والعلمية.
(٣) على مختصر الأصول وعلى الشرح الجديد للتجريد.