__________________
الجمهور ما لفظه : وقد زعم بعض حساد أهل البيت وأعدائهم أن الآية مخصوصة بأمهات المؤمنين لوقوعها في سياق آيات متعلقة بهن وتكلفوا في تأويل تذكير الضمير من المذكورين في هذه الآية خاصة دون ما قبلها وما بعدها وهي بضعة عشر ضميرا ، واحتجوا بما افتراه عكرمة الصغرى الخارجي ، وحاله معلوم ومن المشهور تردد ذلك الخبيث الى الأمراء يستعطيهم ويستطعمهم ، فغير بعيد أن ينال منهم أجرا وتشجيعا على هذا الافتراء إذ النصب قد كان فاشيا إذ ذاك والتأجير على بغضهم كانت من التجارات الرابحة في تلك الأيام كما لا يخفى على من درس التاريخ ، ويقارب عكرمة في النسب عروة بن الزبير ثم قال والتعبير بأهل بيت النسب هو المتعارف المتبادر فهمه كما في خبر كعب بن عجره عند الحاكم يا رسول الله كيف الصلاة عليكم أهل البيت؟ وخبر على في مسنده عند النسائي وخبر أبى هريرة لأبي داود إذا صلّى علينا أهل البيت وخبر على للطيالسى وابن أبى شيبة وأحمد وابن ماجة وأبى يعلى والطبرانيّ وأبى نعيم والمستغفري المهدى منا أهل البيت ، الى أن قال : ولفظ أهل البيت وان صح إطلاقه على بيت السكنى وأهل بيت النسب فهؤلاء حقيقته وبالذات ، ولا يتصور انفكاكهم عنه ، واهل بيت السكنى بالعرض ، ويجوز أن ينفك عنهم ذلك الوصف بأن تعود المرأة الى بيت أبيها وتلحق بقوم آخرين ، وقوله : هو أهل التقوى وأهل المغفرة ، وكانوا أحق بها وأهلها ، فالذين لا ينفك عنهم ذلك الوصف هم المرادون عند الإطلاق قطعا كما قاله الأكثرون ، وجاءت به الروايات الجمة الصحيحة ، فالآية في أهل الكساء خاصة ، وهم أيضا أهل المباهلة لم يدخل فيهم أحد آخر ، الى أن قال : ويشهد لذلك ما صح عند الجمهور من رده صلىاللهعليهوسلم لعائشة وام سلمة وعدم إدخاله لهما ، الى أن قال ومن تأمل أسلوب الآيات وتأنيث الضمائر فيهن ثم صرف ذلك وتغييره وتذكيره في تلك الآية وحدها وإيراد لفظ أهل البيت مناديا لهم مخصصا مع تكرار النداء فيما سوى ذلك بلفظ : (يا نِساءَ النَّبِيِ) ، وعرف ان الاضافة الى البيت لو تمحضت لما كانت خيرا من الاضافة الى النبي ، وكيف أفرد لفظ البيت مع أن لأمهات المؤمنين بيوتا متعددة للسكني ، وتحليته باللام التي هنا للعهد