قائمة الکتاب

    إعدادات

    في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
    بسم الله الرحمن الرحيم

    إحقاق الحقّ وإزهاق الباطل [ ج ٢ ]

    323/575
    *

    المكايد والحيل والخديعة التي استعملوها في غصب الخلافة عن أهلها ، وكذلك فريق من المعتزلة منهم عبد الحميد بن أبي الحديد (١) المدايني قالوا بجواز تقديم المفضول على الفاضل لمصلحة مّا ، وقالوا : إنّ عليّا أفضل من أبي بكر وجاز تقديم أبي بكر عليه لمصلحة ، وهذا القول غير مقبول : إذ يقبح من اللّطيف الخبير أن يقدّم المفضول والمحتاج

    __________________

    واخرج به الى الناس وأخبرهم أنه عهدي وسلهم عن سمعهم وطاعتهم ، فخرج عمر بالكتاب وأعلمهم ، فقالوا : سمعا وطاعة ، فقال له رجل ما في الكتاب يا أبا حفص ، قال لا أدرى ولكني أول من سمع وأطاع ، قال ولكني والله أدرى ما فيه (امرته العام الاول وآمرك العام.)

    (١) هو العلامة الشيخ عبد الحميد عز الدين أبو حامد بن هبة الله بن محمد بن حسين بن ابى الحديد المدائني المولد البغدادي المسكن المعتزلي الأصول الشافعي الفروع ، كان فقيها محدثا أديبا شاعرا لبيبا أصوليا حكيما ، توفى سنة ٦٥٥ ، يروى عنه جماعة منهم المحقق الفقيه الشيخ سديد الدين يوسف الحلي والد مولانا العلامة وغيره ، له تصانيف نفيسة منها كتاب شرح نهج البلاغة في زهاء مجلدات وقد طبع بمصر وبيروت ، ولعمري أنه أحسن شرح الحسن كتاب ، وينقل فيه عن السيد أبي جعفر النقيب غالبا ، ومن تصانيفه كتاب العبقري الحسان في منشآته ومنظوماته ، وكتاب الفلك الدائر في رد المثل السائر لابن الأثير طبع ببلدة بمبئى وكتاب الاعتبار على كتاب الذريعة في اصول الفقه لسيدنا المرتضى علم الهدى وشرح المحصل لفخر الدين الرازي وغيرها ، ومن آثاره القصائد السبع العلويات الشهيرة التي شرحها العلامة صاحب المدارك وقد طبعت منضمة بشرح المعلقات السبع ومستقلة في بيروت ، وهي قصائد رائقة شهية ، وتنسب اليه هذه الأبيات :

    فيك يا اعجوبة الكون غدا الفكر كليلا

    أنت حيرت ذوى اللب وبلبلت العقولا ـ إلخ

    وهو رجل منصف بين العامة وكثيرا ما يقضى بالحق وله عقب طويل الذيل الى يومنا هذا في العراق وغيره.