راجِعُونَ) فحذف مما في القرآن ثلاثة أشياء احدها اللام من لله والثانى انا من اليه والثالث الضمير المجرور في اليه وهذا المقدار من الحذف تغيير يسير بالنسبة الى مجموع ما في القرآن.
(وأما التضمين فهو أن يضمن الشعر) فخرج النثر فلا يجري فيه التضمين (شيئا من شعر الغير) خرج ما اذا ضمن شيئا من نثر الغير فلا يسمى تضمينا بل عقدا كما يأتى عن قريب (بيتا كان) المضمن بالفتح (او ما فوقه او مصراعا او ما دونه) وهذه الاربعة (مع التنبيه عليه اى على انه من شعر الغير ان لم يكن ذلك مشهورا عند البلغاء) اي ان لم يكن ذلك الشعر المضمن مشهورا عند البلغاء بأنه لفلان الشاعر (وان كان) ذلك الشعر المضمن (مشهورا) بذلك (فلا احتياج الى التنبيه).
فتحصل مما ذكر ان اقسام التضمين ثمانية الاول والثانى تضمين بيت واحد مع التنبيه او عدمه والثالث والرابع تضمين اكثر من بيت واحد كذلك والخامس والسادس تضمين مصراع كذلك والسابع والثامن تضمين أقل من مصراع.
وقد مثل التفتازانى للاول والثانى وترك الثالث والرابع لطول الاكثر مع قلة وجوده ومثل الخطيب للخامس فقط والتفتازانى للسادس وتركا السابع والثامن لان طريق التنبيه فيهما متصل مع المضمن في بيت واحد غالبا ولقلة وجوده ايضا فتنبه.
(وبهذا) القيد اى باشتراط التنبيه عليه اذا كان غير مشهور (يتميز) التضمين (عن الاخذ والسرقة) لان الاخذ والسرقة وان كان فيها تضمين شعر ايضا الا ان السارق يبذل الجهد في اظهار كونه له والمضمن يأتى به منسوجا مع شعره مظهرا انه لغيره وذلك كما قال الشاعر الفارسى.