ذكره ابن هشام ما يقتضي ان ما بعده غير واقع وان مدعيه كاذب.
والانكار راجع الى القيد الذي هو الحال اعني قوله واحب فيه ملامة كما يقال اتصلي وانت محدث) فالمنكر وقوع الصلوات مع الحدث لا وقوع الصلوات من حيث هي كما ان المنكر ههنا حب المحبوب مع حب الملامة من اعدائه لا حب المحبوب من حيث هو وقد تقدم الكلام فى هذه القاعدة نقلا عن الشيخ عبد القاهر في صدر الكتاب في شرح قول الخطيب ولم أبالغ في اختصار لفظه تقريبا الخ وفي الباب الثاني في بحث العطف على المسند اليه بالفاء وثم وحتى فراجع وتذكر.
(هذا جعلت الواو) في واحب (للحال) وذلك (اما) بناء (على تجويز تصدير المضارع المثبت) اذا وقع حالا (بالواو) الحالية (كما هو رأي البعض) خلافا لما عليه الجمهور حيث قالوا :
وذات بدء بمضارع ثبت |
|
حوت ضميرا ومن الواو خلت |
(او على تقدير المبتدأ) كما قال الناظم :
وذات واو بعدها انو مبتدأ |
|
له المضارع اجعلن مسندا |
(واذا جعلتها) اي الواو (للعطف فالانكار راجع الى الجمع بين الامرين اعني محبته) اي محبة الحبيب (ومحبة الملامة فيه) اى كيف يجتمع حبه وحب اللوم فيه من أعدائه فيكون المعنى حينئذ نظير لا تأكل السمك وتشرب اللبن على بعض الوجوه (يعني لا يكون إلا واحد) من الأمرين.
(ان الملامة فيه من اعدائه) لا من أحبائه (و) معلوم ان (ما) اى شيء (يكون من عدو الحبيب يكون مبغوضا لا محبوبا فهذا) اى معنى بيت ابي الطيب (نقيض معنى بيت أبي الشيص) لان ابا الطيب يدعى بغض اللوم في الحبوب وابا الشيص حب اللوم فيه.