(والاخر عامى تصرف فيه بما اخرجه من الابتذال الى الغرابة كما مر) بيان كلا الضربين (في باب التشبيه والاستعارة من تقسيمهما) اي تقسيم التشبيه والاستعارة الى الغريب الخاصى والمبتذل العامى اما البقاء على الابتذال او مع التصرف فيه بما يخرجه من الابتذال الى الغرابة كما في الامثلة المذكورة ثمة) يعنى قول الشاعر الشمس كالمراة في كف الاشل وقوله اذ احتبى قربوسه بعنانه الخ وقوله ولما قضينا من منى كل حاجة الخ وبعض الامثلة الاخرى المذكورة في ذينك البابين فراجع ان شئت.
(واذا تقرر هذا) الذى ذكر توطئة وتمهيدا للمقصود (فالاخذ والسرقة اى ما يسمى بهذين الاسمين) المترادفين لان المسمى فيها واحد وهو (نوعان ظاهر) وذلك بان يكون الكلامان بحيث لو عرضا على اى مخاطب يعرف من دون تامل ان القائل الثاني اخذ من القائل الاول (وغير ظاهر) وذلك بان يكون بين الكلامين فرق ما بحيث لو عرضا على المخاطب لا يعرف ان الثاني اخذ من الاول الا بعد التامل واعماله الروية.
(اما الظاهر فهو ان يوخذ المعنى كله اما مع اللفظ كله او بعضه) اى بعض اللفظ (او) يوخذ المعنى (وحده) هذا (عطف على قوله اما مع اللفظ) يعنى (او يوخذ المعنى وحده من غير اخذ اللفظ كله ولا بعضه.
فالنوع الظاهر بهذا الاعتبار ضربان احدهما ان يوخذ المعنى مع اللفظ كله او بعضه والثاني ان يوخذ المعنى وحده والضرب الاول قسمان لان الماخوذ مع المعنى اما كل اللفظ او بعضه اما مع تغيير النظم او دونه فهذه عدة اقسام) اصل الاقسام على ما ذكر خمسة لكن يتشعب منها فروع