حسبما فصلنا (وإن كان إتفاق القائلين في وجه الدلالة على الغرض) أي فى طريقها (وهو أن يذكر) أحدهما أي القائلين (ما) أي لفظا أي كلاما (يستدل به على اثبات وجه من) وجوه (الشجاعة والسخاء وغير ذلك) كالجبن والبخل والجمال وقبح المنظر ونحو ذلك من الاوصاف.
وقوله (كالتشبيه) مثال للوجه (و) كذا قوله (المجاز والكناية) والمراد الكلام الدال على التشبيه والمجاز والكناية وذلك لأن المراد بالوجه كما أشرنا باللفظ.
والحاصل أن يذكر أحد القائلين كلاما يستدل به على تشبيه أو مجاز أو كناية وذكر الآخر كلاما كذلك مثلا لو قال أحد القائلين فى شأن زيد هو كالشمس فى الاشراق أو كالاسد فى الشجاعة أو كالبحر فى الوجود أو مهزول الفصيل أو قال رأيت أسدا فى الحمام وقال القائل الآخر فى شأن عمرو مثل ذلك.
(وكذكر هيئات) أوصاف (تدل على الصفة) التي هي الغرض من الكلام وإنما تدل على الصفة (لاختصاصها بمن هي له أي لاختصاص تلك الهيئات بمن ثبت تلك الصفة له) أي بموصوف ثبتت له الصفة التي هي الغرض.
(كوصف) الرجل (الجواد بالتهلل) اي بالبشاشة والسرور (عند وجوه العفاة اي السائلين) فذكر الهيئة اي التهلل الذي هو مختص بالرجل الجواد لتدل على اثبات الجود له.
(و) قس عليه قوله (كوصف البخيل بالعبوس) اي عدم البشاشة والسرور واصل العبوس تلون الوجه تلونا يدل على الغم والحزن عند وجود العفاة (مع سعة ذات اليد) اي مع كثرة المال وانما سمى المال بذات اليد لان اليد تفعل مع المال ما لا يمكن ان تفعله بدون كثرته.