سجيتها) اى على طبيعتها (طلبت لانفسها الفاظا تليق بها فيحسن اللفظ والمعنى جميعا وان اتى بالفاظ متكلفة مصنوعة وجعل المعاني تابعة لها كان كظاهر مموه) اى مزخرف اي مزين (على باطن مشوه) قبيح (ولباس حسن على منظر قبيح وغمد من ذهب على نصل من خشب) هذا تذكرة لما تقدم في اول هذا الفن واشار اليها في المقدمة في صدر الكتاب من ان هذه الوجوه انما تعد محسنة للكلام بعد رعاية مطابقة الكلام المقتضى الحال وبعد رعاية وضوح الدلالة بالخلو عن التعقيد والا لكان كتعليق الدرر على اعناق الخنازير.
(فينبغى ان يجتنب مما يفعله بعض المتاخرين الذين لهم شعف بايراد شيىء من المحسنات اللفظية فيصرفون العناية الى جمع عدة من المحسنات ويجعلون الكلام كانه غير مسوق لا فادة المعنى فلا يبالون بخفاء الدلالات اذا كانت الالفاظ مجاوات او كنايات (وركاكة المعاني) اذا كانت الالفاظ حقايق.
فلا بد للمتكلم ان يجعل مراعات المعاني اصلا ومراعات الالفاظ فرعا حتى يتميز الكامل من القاصر والفاضل من الجاهل والتوفيق من الله المعطى لكل سائل.
(قال المصنف) في الايضاح ما حاصله (هذا ما تيسر لي باذن الله تعالى جمعه وتحريره من اصول الفن الثالث وبقيت اشياء يذكرها في علم البديع بعض المصنفين وهو قسمان الاول ما يتعين اهماله ويجب ترك التعرض له اما لعدم دخوله في فن البلاغة او لعدم كونه راجعا الى تحسين الكلام البليغ وهو ضربان احدهما ما يرجع الى التجنيس في الخط دون اللفظ مع ما فيه من التكلف مثل كون الكلمتين متماثلتين في الخط كما ذكرنا فيما سبق) في ذيل الجناس المزدوج.