(وان عظمت) تفسير لقول الشاعر وان هي جلت والضمير فيه عائد الى الايادي جمع أيد جمع يد بمعنى النعمة فالايادي جمع الجمع.
(وفي) كتاب (الاساس شكرت لله نعمته واشكر والى) الغرض من هذا الكلام ان شكر فعل لازم لا يتعدى بنفسه إلى المنعم بالكسر بل يتعدى باللام الجارة وأما المنعم به فيتعدى اليه بنفسه (وقد يقال شكرت فلانا يريدون نعمته) والغرض من هذا الكلام انه قد يتعدي بنفسه الى المنعم بالكسر لكنه بالتأويل اى بتأويله بالمنعم به.
قال في المصباح شكرت الله اعترفت بنعمته وفعلت ما يجب من فعل الطاعة وترك المعصية ولهذا يكون الشكر بالقول والعمل ويتعدى في الاكثر باللام فيقال شكرت له شكرا وشكرانا وربما تعدى بنفسه فيقال شكرته.
وأنكره الاصمعي في السعة وقال بابه الشعر وقول الناس في القنوت نشكرك ولا نكفرك لم يثبت في الرواية المنقولة عن عمر على ان له وجها وهو الازدواج وتشكرت له مثل شكرت له انتهى.
فظهر من جميع ما ذكرنا ان تعدية شكر بنفسه قليل وإلى ذلك أشار بقوله (فكان أراد لعمرو فحذف الجار) وانتصب بنزع الخافض (أو جعل أيادي بدل اشتمال من عمر) هذا بناء على جعل عمرا مؤلا بالمنعم به حسبما أشرنا انفا.
فتى غير محجوب الغنى عن صديقه |
|
ولا مظهر الشكوى اذا النعل زلت |
(فتى أي هو فتى) يعني ان فتى خبر مبتدء محذوف (يقال في الكناية عن نزول الشر وامتحان المرء زلت القدم به وزلت النعل به) والمراد من المصراع الاخير قوله (أى لا يظهر الشكاية إذا نزل به البلايا وابتلى بالشدة بل يصبر على ما ينوبه من حوادث الزمان) ولا يشكو منها إلا