الهدهد (جِئْتُكَ مِنْ سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ)) فسباء ونباء متصلان بحيث ليس بينهما فاصل وأما الباء الجارة في بنباء فلا يعد فأصلا وكذا واو العطف في الامثلة الآتية.
وهذا كما صرح به بعض المحققين كان مثالا للجناس اللاحق المزدوج لأختلاف اللفظين بحرفين غير متقاربين في المخرج وهما السين والنون وذلك لأن مخرج السين كما بينا في المكررات في الموضع المشار اليه انفا طرف اللسان والثنايا أي أنها تخرج من بين رأس اللسان والثنايا من غير أن يتصل طرف اللسان بالثنايا.
وأما مخرج النون فقال بعضهم بأتحاده مع مخرج السين وبعض آخر بأن مخرجها قريب مما يلي طرف اللسان الى منتهاه وما فوق ذلك من الحنك.
وقد ظهر لك مما أوضحناه أن كون المثال من قسم الجناس اللاحق المزدوج دون الجناس المضارع المزدوج على ما صرح به بعض المحققين لا يتم إلا على بعض الاقوال في مخرج السين والنون والله العالم بما أراده الخطيب من المثال.
(ونحو قولهم من طلب شيئا وجد وجد) هذا كقوله تعالى (وَالْتَفَّتِ السَّاقُ بِالسَّاقِ إِلى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمَساقُ) في كونه من الجناس الناقص الذي يكون الزائد حرفا واحدا في الاول إلا انه يسمى ناقصا مزدوجا والزائد هنا الواو في وجد فعدد جد بالدال المشددة انقص منه بحرف واحد في الاول والكلام في تشديد الدال يظهر مما تقدم في الجناس المحرف.
(وقولهم النبيذ بغير النغم غم وبغير الدسم سم) هذا أيضا مثال للجناس الناقص المزدوج والبيان البيان إلا أن الزائد هنا في اللفظ الاول