للقسم) وهي كما بين في النحو اللام التي تدل على القسم المحذوف (وفى لمبلغك جواب القسم) أي تدل على أن المذكور بعدها جواب القسم لا جزاء الشرط اذ هو محذوف دل عليه جواب القسم والى ما ذكرنا أشار الناظم بقوله :
وأحذف لدى اجتماع شرط وقسم |
|
جواب ما أخرت وهو ملتزم |
(ولكنني كنت امرء لي جانب) أي جهة (من الارض) أي لي جهة مخصوصة من الارض لا يشاركني فيها غيري من الشعراء وأراد بذلك الجانب من الارض الشام (فيه) أي في ذلك الجانب (مستراد) هذا أسم مكان كما أشار اليه بقوله (أي موضع يتردد فيه لطلب) المعيشة (والرزق) من ملوك الشام يعني ال جفنة (ومنتجع) أي المتزل الذي يطلب فيه) العشب و (الكلاء) أي الحشيش رطبا كان أو يابسا والمستراد مأخوذ (من أراد الكلاء وارتاده) حاصل المعنى المراد هنا طلب المعروف من ملوك الشام (ومذهت) أي ذهاب لقضاء الحاجات لكون ذلك الجانب مظنة الغنى والوجدان (ملوك) مبتدء حذف خبره والجملة مستأنفة جوابا لسؤال مقدر كأنه قيل من في ذلك الجانب والى ما ذكرنا أشار بقوله (أي في ذلك الجانب ملوك ويحتمل أن يكون ملوك بدلا من جانب بتقدير المضاف أي مكان ملوك أو انه بدل من مستراد ويكون باقيا على حقيقته أي من دون أن يكون فيه مجاز الحذف وعلى كل من الاحتمالات الثلاثة فقد فهم المقصود وهو أن طلب الرزق من هؤلاء الملوك لا من ذلك الجانب وقوله (أخوان) أشارة الى أن هؤلاء الملوك متصفون بالتواضع لأنهم مع اتصافهم برفعة الملك يصيرون الناس أخوانا لهم ويعاملونهم معاملة الاخوان بسبب تواضغهم فأندفع بهذا البيان ما يقال ان وصفهم بالاخوة ينافي وصفهم بالملوك للعلم