المذكور من طرفي التشبيه هو المشبه به وجعل منها اي من الاستعارة المصرح بها تحقيقية وتخييلية (ولا تصريح بالمشبه به في نطقت الحال) لان المشبه به فيه هو اللسان وهو محذوف والحاصل اي حاصل هذا الجواب انه لا ملازمة بين المكنية والتخييلية فلا مانع من وجود المكنية بدون التخييلية فلا يرد اعتراض الخطيب بان عدم استلزام المكنى عنها للتخييلية باطل بالاتفاق (هذا كلامه) اي كلام بعض من له حذاقة في غير هذا الفن (ولا مساس له بكلام السكاكي) والحاصل ان كلا الجوابين اجنبي عما اراده السكاكي في هذا المقام من جهات اما اولا فلأن قوله اي قول هذا البعض ان الاستعارة التخييلية ليست في نطقت بل في الحال مما لا معنى له اصلا لان الحال عند السكاكي استعارة بالكناية عن المتكلم والاستعارة التخييلية عنده يجب ان يكون بذكر المشبه به وارادة المشبه الذي لا تحقق له حسا ولا عقلا وانتفائها في مثل نطقت الحال اذا جعل نطقت حقيقة مما لا ينبغي ان يخفى على احد.
واما ثانيا فلأن السكاكي بعد ما اعتبر ذكر شيء من لوازم المشبه به في تعريف الاستعارة بالكناية والتزم في امثلة تلك اللوازم ان يكون ذلك على سبيل الاستعارة التخييلية قال وقد ظهر ان الاستعارة بالكناية لا تنفك عن الاستعارة التخييلية على ما عليه سياق كلام الاصحاب وهذا صريح في ان الاستعارة بالكناية مستلزمة للتخييلية بمعنى انها لا توجد بدونها والا فقد صرح بان التخييلية توجد بدونها كما في اظفار المنية الشبيهة بالسبع وغير ذلك من الامثلة التي ذكرها.
واما ثالثا فلأنه قد صرح السكاكي بان نطقت الحال امر وهمي كأظفار المنية وهذا صريح في ان الاستعارة التخييلية فيه لا في الحال وبالجملة جميع