عليه المعول في إثبات القواعد حسبما ما مر في اول الكتاب واما غير البليغ فقد وجد له مثال بل امثلة كالأمثلة الثلاثة المتقدمة التي تكلم بها السكاكي.
فأن قلت قد وجد ذلك في الكلام البليغ كما اشار إليه بقوله (واما قول ابي تمام) وهو من البلغاء الذين يستشهد بكلامهم في إثبات امثال هذه القواعد
(لا تسقني ماء الملام فأنني |
|
صب قد استعذبت ماء بكائي |
فزعم السكاكي إنه إستعارة تخييلية غير تابعة لمكنى عنها وذلك) اي وجه كونه تخييلية (انه) اي أبا تمام توهم للملام شيئا شبيها بالماء) كما توهم ابو ذؤيب الهذلي للمنية شيئا شبيها بالأظفار (فأستعار) ابو تمام (له) اي للملام (لفظ الماء) كما إستعار ابو ذؤيب للمنية الاظفار ففي كلامه وهو من البلغاء إستعارة تخييلية غير تابعة للمكنية ثم قال السكاكي في آخر بحث التجريد والترشيح ما حاصله (لكنه) اي كون التخييلية غير تابعة للأستعارة بالكناية كما في قول ابي تمام (مستهجن) وسيأتي نص كلامه في آخر الفصل الآتي.
قلت (وزعم المصنف) في الايضاح قائلا ما حاصله (إنه لا دليل له) أي للسكاكي او لكون التخييلية غير تابعة للمكنية (لجواز) اي لأحتمال (ان يكون) ابو تمام (قد شبه الملام بظرف شراب مكروه) لأشتماله على ما يكرهه الشارب لمرارته او بشاعته وهذا هو وجه الشبه بين الملام وظرف شراب مكروه لأن الملام ايضا مكروه عند العاشق (فيكون) هذا التشبيه المضمر في النفس (إستعارة بالكناية ثم اضاف) لفظ (الماء إليه) ولا يمكن ان يراد منه حينئذ إلا الماء المتوهم الذي صورته صورة الماء الحقيقي فيكون هذا (إستعار تخييلية) تابعة للأستعارة بالكناية لا غير تابعة لها.
(او يكون) ابو تمام (قد شبه الملام بالماء المكروه) اي بنفس الماء