وإذا ثبت ان هذين القسمين أعني المجاز العقلي والمجاز الراجع الى حكم الكلمة ليسا داخلين في المجاز المفرد المعرف بالكلمة المستعملة في غير ما وضعت له وقد ادخلهما السكاكي في اقسام المجاز (فعلم) من ذلك (إنه) اي المجاز المفرد المعرف بالتعريف المذكور (ليس مورد القسمة) فوجب ان يريد بالمجاز المقسم اعم من الكلمة بأن يراد به مطلق المجاز اعم من ان يكون لفظا او غيره كلمة كان او غيرها ووجب ان يريد بالراجع لمعنى الكلمة اعم من المفرد والمركب كل ذلك لأجل صحة حصر المجاز في العقلي واللغوي وحصر اللغوي في اقسامه الاربعة إذ لو اريد بالمقسم خصوص الكلمة لم يصح الحصر الاول ولو اريد بالراجع لمعنى الكلمة خصوص المفرد لم يصح الحصر الثاني لأن اللغوي حينئذ لا يشمل الراجع لمعنى الكلمة إذا كان مركبا فيبقى هذا القسم من المجاز خارجا وإذا كان المقسم اعم فلا مانع من عد التمثيل من الاستعارة.
(و) قد (اجيب) عن الاعتراض على السكاكي ايضا (بوجوه آخر الاول إن الكلمة قد يطلق على ما) اي على اللفظ الذي (يعم) اي يشمل (المركب ايضا) كما يشمل المفرد (نحو) قوله تعالى (كَلِمَةُ اللهِ) هِيَ الْعُلْيا) اي في البلاغة والبلاغة لا تكون في الكلمة بل في الكلام (فلا يمتنع حمل الكلمة في تعريف المجاز على اللفظ ليعم المفرد والمركب) فحينئذ دخلت الاستعارة التمثيلية في المجاز فيسقط الاعتراض والحاصل إن المجاز المركب الذي هو التمثيل داخل أيضا في تعريف المجاز لأن المراد بالكلمة في تعريف المجاز هو اللفظ واللفظ شامل للمفرد والمركب نحو قوله تعالى (وَكَلِمَةُ اللهِ هِيَ الْعُلْيا) فأن المراد بكلمته تعالى كلامه لأن قوله (هِيَ الْعُلْيا) أي في البلاغة والبلاغة قد تقدم في اول الكتاب انها لا تكون في الكلمة بل في الكلام.
(وفيه نظر لأن إستعمال الكلمة في اللفظ مجاز في إصطلاح اهل العربية)