لا في التمثيل الذي هو مستلزم للتركيب المنافي للأفراد.
فالمقام (كما يقال الأبيض اما حيوان أو غيره و) النسبة بين الأبيض والحيوان عموم وخصوص من وجه فأن (الحيوان قد يكون ابيض) كالبقرة البيضاء (وقد لا يكون) ابيض كالبقرة السوداء او الصفراء كما أن الأبيض قد يكون حيوانا كالبقرة الأولى وقد لا يكون حيوانا كالعمامة البيضاء ونحوها.
فتحصل مما ذكرنا ان السكاكي لم يجعل مطلق الأستعارة من أقسام المجاز المفرد المعرف بالكلمة المستعملة في غير ما وضعت له بل جعل قسما منها من اقسامه ثم جعل التمثيل قسما من اقسام مطلق الاستعارة لا قسما من اقسام الأستعارة المفردة (ومما يدل قطعا) ويقينا (على إنه) اي السكاكي (لم يجعل مطلق الاستعارة من اقسام المجاز المفرد المعرف بالكلمة المستعملة في غير ما وضعت له إنه قال بعد تعريف المجاز ان المجاز عند السلف قسمان لغوي وعقلي) قد تقدم بيانه في بحث الاسناد المجازي في اول الكتاب (واللغوي قسمان راجع إلى معنى الكلمة وهو ان تنقل الكلمة عن معناها الحقيقي إلى غيره كلفظ الأسد المستعمل في الرجل الشجاع وكلفظ المرسن المستعمل في الأنف (وراجع إلى حكم الكلمة) وهو أن تنقل الكلمة عن إعرابها الأصلي إلى إعراب آخر بسبب نقصان كلمة نحو (وَجاءَ رَبُّكَ) ونحو (وَسْئَلِ الْقَرْيَةَ) أو زيادتها نحو (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ) وسيأتي بيان ذلك عنقريب إنشاء الله تعالى.
(والراجع إلى المعنى قسمان) احدهما ما هو (خال عن الفائدة) وهو إستعمال المطلق في المقيد وعكسه من دون اعتبار تشبيه فهو عند السكاكي غير مفيد قال في المفتاح المجاز اللغوي الراجع إلى معنى الكلمة غير المفيد هو أن تكون الكلمة موضوعة لحقيقة من الحقائق مع قيد فتستعملها لتلك الحقيقة لا مع ذلك القيد بمعونة القرينة مثل ان تستعمل المرسن وإنه موضوع لمعنى