بأن الأسد موضوع لذلك الحيوان المخصوص) المعروف (والشجاعة وصف له) خارج عن حقيقته ففي قوله ان الأسد موضوع للشجاعة مجاز ظاهر (و) اما التسامح فهو ان (المستعار له فهو الرجل الموصوف بالشجاعة لا المجموع المركب منهما) ففي قوله إن المستعار له هو الرجل الشجاع تسامح واضح (و) قد تقدم في طي المباحث المتقدمة غير مرة انه (فرق بين المقيد والمجموع) المركب وقد تقدم في تشبيه المفرد بالمركب ان الفرق بين المركب والمفرد المقيد احوج شيء الى التأمل.
(على انه لو كان المستعار له هو المجموع) المركب من الرجل والشجاعة (أيضا لصح ان الجامع غير داخل في مفهوم) كل واحد من (الطرفين) وذلك (بأعتبار انه) أي الجامع غير داخل في مفهوم المستعار منه اعني الاسد) إذ الشجاعة التي هي الجامع وصف لازم له خارج عن حقيقته.
(وأيضا) يعني هذا (تقسيم آخر للأستعارة بأعتبار الجامع وهو) اي التقسيم الآخر (إنها) اي الأستعارة (اما عامية) أي منسوب إلى العامة اي العوام لأنهم يدركونها ويستعملونها في محاوراتهم فصلا عن الخواص (وهي المبتذلة) اي كثير الوجود في الأستعمال بحيث يتناولها كل واحد (لظهور الجامع فيها نحو رأيت اسدا) يرمي.
(او خاصية) أي منسوب الى الخاصة اي الخواص من الناس (وهي الغريبة التي لا يطلع عليها إلا الخاصة) وهم (الذين أتو ذهنا) وقادا متفطنا للأمور الدقيقة بحيث يميزون المجاز عن الحقيقة (به ارتقوا عن طبقة العامة) الذين لا يعرفون الهر من البر والشعير من البر.
(والغرابة قد تكون فى نفس) وجه (الشبه) وذلك (بأن يكون تشبيها فيه نوع غرابة) وذلك بأن يكون اصل الاستعارة أي تشبيه امر بأمر آخر