فأن اريد تشبيهها بمشفر الأبل في الغلظ فهو استعارة وإن اريد انه اطلاق المقيد على المطلق كأطلاق المرسن على الانف من غير قصد الى تشبيه فمجاز مرسل فاللفظ الواحد بالنسبة إلى المعنى الواحد يجوز ان يكون استعارة وان يكون مجازا مرسلا بأعتبارين انتهى.
(وقال) الشيخ (أيضا كان الواجب ان لا اطلق اسم الاستعارة على وضع المرسن موضع الأنف ونحو ذلك) مما لم يلاحظ فيه التشبيه (إلا إني كرهت مخالفة السلف) من البيانيين (فأنهم عدوها) اي وضع المرسن موضع الأنف ونحو ذلك من الأمثلة وتأنيث الضمير بأعتبار كثرة الامثلة فتأمل (في الاستعارات وخلطوها) اي وضع المرسن موضع الأنف ونحو ذلك من الامثلة (بها) أي بالاستعارات (فأعتددت) اي فأعتنيت (بكلامهم في الجملة) بأن ذكرت انهم عدوا وضع المرسن على الأنف ونحو ذلك في الاستعارات (ونبهت على ذلك) اي على عدهم إياها استعارة وأيضا اعتددت بكلامهم في الجملة (بأن تسميته) اي تسمية وضع المرسن موضع الأنف ونحو ذلك (استعارة غير مفيدة).
واما اطلاق السلف الأستعارة على وضع المرسن موضع الأنف ونحو ذلك فهو على سبيل الاستعارة اي تشبيه نقل الأسم من المجانس الى المجانس كما في المرسن والانف فأن كلا منهما عضو مخصوص هو طريق للشم دائما والأختلاف إنما هو بالأختصاص بالأنسان وعدمه بنقل الاسم من المشابه الى المشابه كما في الطيران والعدو فأطلاق الاستعارة على الأول مجازا لشباهته بالثاني (ووجه الشبه بينه) اي الاول (وبين الاستعارة) أي الثاني الذي هو حقيقة اصطلاحية (انك تنقل فيه) أي في الاول (الاسم الى مجانس له كالمرسن والانف والمجانسة) التي في المرسن والانف (والمشابهة) التي في الطيران