الطيران في العدو إستعارة وإستعمال المرسن في الأنف مجازا مرسلا.
إلى هنا كان الكلام في بيان ما قيل او يمكن ان يقال (و) اما بيان ما أجاب به الشيخ عن ذلك فهو ان (الفرق بين استعارة الطيران للعدو) اي إستعماله فيه فالاستعارة ههنا وما بعده بالمعنى اللغوي الذي اشار الخطيب اليه فيما سبق بقوله وكثيرا ما تطلق الاستعارة على استعمال اسم المشبه به في المشبه فتنبه (واستعارة المرسن لأنف الانسان) أي إستعماله فيه (مع ان في كل من المرسن والطيران) كما ذكرت (خصوص وصف ليس في الأنف والعدو ان خصوص الوصف الكائن في طار) وهو كون قطع المسافة بالجناح الموجب لشدة السرعة (مرعى في استعارته للعدو بخلاف خصوص الوصف في المرسن) فأنه لم يراع في استعماله في الأنف كونه اي الانف انف بهيمة ولذلك جعلوه من باب اطلاق المقيد على المطلق وقد صرح بذلك فيما سبق عند قوله والاستعارة قد تقيد بالتحقيقية والحاصل ان خصوص كون القطع بالجناح الموجب لقوة الوجه مرعى في الطيران بمعنى انه شبه العدو به فيما يوجب الوصف القوي أي قطع المسافة على نحو الأشد فنقلنا اللفظ الدال عليه وهو الطيران فكان إستعارة والمرسن لم ينقل بعد تشبيه انف الانسان به في كونه آنفا واسعا يجعل فيه الرسن لعدم وجدان مثل هذا الشبه فيه وهو في انف الدابة أقوى (والحاصل ان التشبيه ههنا) اي في إستعمال الطيران في العدو (منظور) أي ملحوظ فلذلك جعل إستعارة (بخلاف ثمة) اي بخلاف استعمال المرسن في الأنف فأن التشبيه لم يلاحظ فيه وإنما لوحظ فيه كما قلنا الاطلاق والتقييد فلذلك لم يجعل إستعارة بل جعل مجازا مرسلا لعدم التشبيه (ولهذا إذا لوحظ فيه التشبيه كما في غليظ المشا فرعد إستعارة) وقد تقدم ذلك في الموضع المشار اليه آنفا حيث قال فاذا أطلق نحو المشفر على شفة الانسان