أي بأسم ما يحل في ذلك الشيء) فيكون على عكس ما قبله (نحو (وَأَمَّا الَّذِينَ ابْيَضَّتْ وُجُوهُهُمْ فَفِي رَحْمَتِ اللهِ) اي في الجنة التي تحل فيها الرحمة او تسمية الشيء بأسم الته نحو واجعل لي لسان صدق في الآخرين اي ذكرا حسنا واللسان اسم دلالة الذكر) والفرق بين الالة والسبب ان الألة هي الواسطة بين الفعل وفاعله والسبب ما به وجود الشيء فاللسان الة للذكر الحسن لا سبب له ورد بعضهم هذا الفرق بأنه قد يقال ان الالة بها وجود الشيء فأدخل الالة في السبب فجعلها من جملة أفراده وفيه نظر يظهر وجهه بالتأمل الصادق.
فأن قلت لم ذكر الخطيب المعنى المجازي في المثالين الآخيرين دون ما عداهما من الأمثلة السابقة قلت (لما كان في) مجازية (الآخيرين نوع خفا) لأن المعنى المجازي فيهما لا يظهر ظهوره في الأمثلة السابقة لأن استعمال الرحمة في الجنة واللسان في العام ولذا حمل الزمخشري الرحمة على الثواب المخلد والظرفية على الأتساع وقيل في الثاني ان المعنى اجعل لي لسانا ينطق بالصدق في الآخرة (صرح به) أي بالخفاء أي بمزيلة وهو ما بعد اي البفسيرية (في) هذا (الكتاب) اي المتن.
(فان قلت قد ذكر في مقدمة هذا الفن ان مبنى المجاز على الانتقال من الملزوم إلى اللازم) وذلك حيث قسم الدلالة ثم قال ويتأتى بالعقلية الخ (و) الحال ان (بعض أنواع العلاقة بل أكثرها لا يفيد اللزوم) بالمعنى الذي مر في المقدمة وهو ان يكون المعنى الحقيقي الموضوع له اللفظ بحيث يلزم من حصوله في الذهن حصول المعنى المجازي أما على الفور أو بعد التأمل في القرائن فاذا كان اكثر هذه العلائق لا يفيد اللزوم فلا وجه لجعلها علاقات فأن معنى اليتامى مثلا لا يستلزم معناه المجازي الذي هو البالغون وكذا العنب