تقرير عدم الفائدة) أي من تقرير المتكلم عدم الفائدة الذي هو حال المشبه أعني من لا يحصل من سعيه على طائل (وتقوية شأنه) أي شأن المشبه اي حاله (ما لا تجده في غيره) أي في غير هذا التشبيه المخصوص (لأن الفك) وانسك (بالحسيات) التي منها الرقم على الماء (اتم منه) أي من الفك (بالعقليات) وذلك (لتقدم الحسيات) في الحصول عند النفس أي الذهن على العقليات لأن النفس في مبدء الفطرة خالية عن العلوم ثم بعد احساسها بالجزئيات بالحواس الخمس وتنبهها لما بينها من المشاركات والمباينات اجمالا يحصل لها علوم كلية التي هي من العقليات (وفرط الف النفس بها) أي بالمحسوسات (إلا ترى انك إذا أردت وصف يوم بالطول فقلت يوم كأطول ما يتوهم او كأنه لا آخر له فلا يجد السامع من الأنس) والتأثير في النفس (ما يجده في قوله) :
ويوم كظل الرمح قصر طوله |
|
دم الزق عنا واصطكاك المزامر |
والشاهد فيه ان الشاعر شبه اليوم بالمحسوس المألوف أعنى ظل الرمح لتقرير حال المشبه في ذهن السامع.
قال في شرح المقامات يوصف اليوم الطويل بظل القناة كما يوصف اليوم القصير بأبهام القطاة والعرب تزعم ان ظل الرمح أطول ظل ومنه البيت إنتهى.
وقال الثعالبي في ثمار القلوب ظل الرمح يضرب به المثل في الطول كما قال ابن الطثرية البيت قال الجاحظ قولهم منينا بيوم كظل الرمح فأنهم لا يريدون به الطول وحده ولكنهم يريدون انه مع الطول ضيق غير واسع قالوا وليس يوجد لظل الشخص نهاية مع طلوع الشمس وقال ابن المعتز.
بدلت من ليل كظل حصاة |
|
ليلا كظل الرمح ليس موات |