وشدة شكيمته فما ظنكم بعذاب يكون المعذب به مثله كذا في المختصر.
[ولهذا] اى ولكون هذا الاستفهام للتهويل [قال] الله تعالى [(إِنَّهُ كانَ عالِياً مِنَ الْمُسْرِفِينَ)] اى متكبرا في ظلمه قال ذلك لزيادة تعريف حاله وتهويل عذابه.
[والاستبعاد] اى عد المستفهم عنه بعيدا بحيث لا يتوقع وجوده [نحو قوله تعالى (أَنَّى لَهُمُ)] اى لكفار مكة [(الذِّكْرى)] هي اسم مصدر والمصدر التذكرة فالمراد استبعاد ان يكون لهم الذكرى بقرينة قوله تعالى [(وَقَدْ جاءَهُمْ رَسُولٌ مُبِينٌ) ثم قولوا عنه] وقالوا معلم مجنون.
[هذا] المذكور من المعاني المجازية في الامثلة المتقدمة [كله ظاهر] كما بيناه [والحاصل ان كلمة الاستفهام اذا امتنع حملها على حقيقته تولد عنه] اى عن الاستفهام [بمعونة القرائن ما يناسب المقام] من المعاني المجازية [ولا ينحصر المتولدات] المجازية [فيما ذكره المصنف] بل يوجد منها اقام اخر لم يذكرها المصنف كالتسوية والامر وقد ذكرهما ابن هشام في بحث الهمزة [ولا ينحصر ايضا شيء منها] اى من المعانى المجازية [في اداة دون اداة بل الحاكم في ذلك هو سلامة الذوق وتتبع التراكيب] الا ترى ان كيف جاء للتعجب في قوله تعالى (كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللهِ وَكُنْتُمْ أَمْواتاً فَأَحْياكُمْ) قاله السيوطى في اول باب التعجب [فلا ينبغي ان تقتصر في ذلك على معنى سمعته او مثال وجدته من غير ان تتخطاه] اى من غير ان تتجاوزه [بل عليك بالتصرف باستعمال الروية] والفكر الصائب والنظر الثاقب [والله الهادي] الى حقايق الاشياء.
[ومنها اى من انواع الطلب الامر] بالمعنى المصدرى [وعرفوه