تفريق بين جزئيهما وكليهما والاخرين عقليين من غير تفريق بين كليهما
وجزئيهما مع ان الجزئي في البابين مدرك بالوهم والكلي مدرك بالعقل.
أما قوله (ثم
ان الجامع الخيالي) الخ فهو اعتراض آخر على المعترض الذى لم يقف على المراد
بالجامع فجعل المراد بالجامع ما يدرك بهذه القوى الثلاث اعني العقل والوهم والخيال
ثم اعترض بالجامع الوهمي بقوله ان السواد والبياض مثلا محسوسان فكيف يصح ان يجعلا
من الوهميات فاعترض عليه التفتازاني بأن كون المراد بالجامع ما يدرك بهذه القوى
غير صحيح في الجامع الخيالي لان الجامع الخيالي (هو تقارن الصور في الخيال وظاهر
انه لا يمكن جعله صورة مرتسمة في الخيال لانه من المعاني) فكيف يصح ان يقال ان
المراد بالجامع ما يدرك بهذه القوى.
(وجميع ما
ذكرنا يظهر بالتأمل في لفظ المفتاح) فعليك بمراجعته (فان قلت ما ذكرت من تقرير
كلام صاحب المفتاح مشعر بأنه يكفي لصحة العطف وجود الجامع بين الجملتين بأعتبار
مفرد من مفرداته مثل الاتحاد في المخبر عنه أو في الخبر أو في قيد من قيودهما) مثل
الاتحاد في احد التوابع أو الحال ونحوها ووجه الاشعار انه قال الجامع بين الجملتين
اما عقلي وهو ان يكون بين الجملتين اتحاد في تصور ما الخ ومن المعلوم ان الكلام في
الجامع المصحح للعطف بين الجملتين اذ ما لا يصحح العطف لا يتعلق الغرض ببيانه وقد
تقدم فيما سبق ان لفظة تصور في كلامه بمعنى متصور وتنوينه يدل على الوحدة فيدل على
ما ذكرنا من الاشعار.
(وفساده واضح
للقطع بأمتناع العطف في نحو هزم الامير الجند