ترك العطف ههنا يوهم خلاف المقصود فانه لو قيل لا ايدك الله لتوهم انه دعاء على المجاطب) اى على ضرره اى (بعدم التائيد) والمقصود الدعاء له اى لنفعه اى التاييد (فلدفع هذا الوهم جيىء بالواو العاطفة للانشائية الدعائية على الاخبارية المنفية بكلمة لا كما ترك العطف في صورة القطع نحو وتظن سلمى البيت دفعا اللايهام) وقد مر بيانه قال بعضهم ذكر صاحب المغرب ان ابا بكر الصديق رضى الله عنه مر برجل في يده ثوب فقال له الصديق اتبيع هذا فقال لا يرحمك الله فقال له الصديق لا تقل هكذا قل لا ويرحمك الله ويحكى من الصاحب بن عباد انه قال هذه الواو احسن من واوات الاصداغ على حدود المرد الملاح.
فتحصل من جميع ما بينا لك انه لو ترك العطف في قولهم لا وايدك الله لتوهم انه دعاء على المخاطب بعدم التاييد مع ان المقصود الدعاء له بالتائيد فاينما وقع هذا الكلام فالمعطوف عليه هو مضمون كلمة لا.
(واما للتوسط اى اما الوصل للتوسط بين حالتى كما الانقطاع وكما الاتصال) وهو ان لا يكون بين الجملتين احد الكمالين ولا شبه أحدهما (وقد توهمه) اى لفظ اما (بعضهم اما بكسرة الهمزة) التي هي حرف العطف (فوقع في خبط عظيم) لفساده لفظا ومعنى اما لفظا فلان قرائتها بالكسر تحوجنا الى تقدير اما فى المعطوف عليه قبلها لان اما العاطفة لا بد ان يتقدمها اما في المعطوف عليه ولا يجوز ذلك قياسا الا عند الغراء على ما نقله ابن هشام في المغنى واما معنى فلانه قد علم من قول المصنف سابقا في مقام تعداد الصور اجمالا والا فالوصل