تعالى (إِنَّما يَتَذَكَّرُ أُولُوا الْأَلْبابِ) ان يعلم السامعون ظاهر معناه ولكن) الغرض منه (ان يذم الكفار وأن يقال انهم من فرط الجهل كالبهائم) بل أضل سبيلا.
(ثم القصر كما يقع بين المبتدأ والخبر على ما مر) من انه يكون حقيقيا واضافيا قصر صفة على موصوف او العكس ومن انه يكون على أقسام ثلاثة من الافراد والقلب والتعيين كذلك (يقع بين الفعل والفاعل نحو ما قام الا زيد وغيرهما كالفاعل والمفعول نحو ما ضرب زيد الا عمرا وما ضرب عمرا الا زيد والمفعولين نحو ما اعطيت زيدا إلا درهما وما اعطيت درهما الا زيدا) ونحو ما علمت زيدا إلا قائما وما علمت قائما الا زيدا.
(و) بين (ذي الحال والحال نحو ما جاء زيد الا راكبا وما جاء راكبا الا زيد وكذا بين الفعل وسائر المتعلقات سوى المفعول معه) فلا يقال ما جئت الا وزيدا.
قال الرضي وأما المفعول معه فلا يجيء بعد الا لا يقال لا تمش إلا وزيدا ولعل ذلك لان ما بعد الا كأنه منفصل من حيث المعنى عما قبله لمخالفته له نفيا واثباتا فالا مؤذن من حيث المعنى بنوع من الانفصال وكذا الواو فاستهجن عمل الفعل مع حرفين مؤذنين بالفضل ولهذا لم يقع من التوابع بعد الا عطف النسق فلا يقال ما قام زيد الا وعمرو كما يقع الصفة انتهى.
(و) اما مثال سائر المتعلقات فهو (نحو ما قام زيد الا في الدار وما نام الا في الليل وما ضربته الا تأديبا وما طاب الا نفسا ونحو ذلك) نحو ما ضربت الا ضربا شديدا او ضربة او ضربا (وكذا) يقع