الحكمان اي الاثبات للمذكور والنفي عما سواه معا) أى دفعة واحدة لان تعقلهما باعتبار تعقل ما والا وتعقل معناهما انما يكون دفعة واحدة لاستفادتهما من لفظ واحد اعنى انما.
(بخلاف العطف) فانه ليس كذلك (فانه يفهم منه اولا الاثبات ثم النفى نحو زيد قائم لا قاعد او على العكس نحو ما زيد قائما بل قاعد وذلك لان النفي والاثبات في كلتا الصورتين انما تعقل من لفظين.
(و) من المعلوم ان (تعقل الحكمين معا ارجح) من الترتيب (اذ لا يذهب فيه الوهم الى عدم القصر من اول الامر كما في العطف) وقد تقدم في الباب الخامس عند قول المصنف واما لدفع توهم ارادة غير المراد ابتداء ما يفيدك ههنا فراجع ان شئت.
(واحسن مواقعها اي مواقع انما التعريض) وهو اي التعريض كما يأتي في الفن الثاني في اوائل بحث الكناية نقلا عن صاحب الكشاف ان تذكر شيئا تدل به على شيء آخر لم تذكره (نحو قوله تعالى (إِنَّما يَتَذَكَّرُ أُولُوا الْأَلْبابِ) فانه تعريض بان الكفار من فرط جهلهم كالبهائم فطمع النظر) اى التفكر (والتأمل) فى الامور (منهم كطمعه منها اى كطمع النظر من البهائم) بل الجمادات وذلك من قبيل المحالات.
(قال الشيخ اعلم انك اذا استقريت) مواقع استعمال انما في الكلام (وجدتها) أي انما (اقوى ما تكون واعلق ما ترى بالقلب اذا كان لا يراد بالكلام بعدها نفس معناه ولكن) يراد بذلك الكلام (التعريض بأمر هو مقتضاها فانا نعلم قطعا ان ليس الغرض من قوله