مجامعة النفى بغير لاء العاطفة مع النفى والاستثناء (نحو ما جائني الا زيد لم يجيء عمرو وما زيد الا قائم ليس هو بقاعد و) الدليل على أن كلامهم في النفي بلا العاطفة لا مطلق النفي انه ورد (فى التنزيل) مجامعة النفي بغير لا العاطفة مع النفى والاستثناء (و) ذلك نحو (ما أَنْتَ بِمُسْمِعٍ مَنْ فِي الْقُبُورِ إِنْ أَنْتَ إِلَّا نَذِيرٌ).
وهل يمكن لهم مع ذلك أن يحكموا بامتناع مثل ذلك فعليه لا وجه لما قاله الفاضل المحشى وهذا نصه وقد يجاب عنه (اى عن البحث الوارد على عبد القاهر) بان الشيخ خص الكلام (في بيان الوجه الثالث) أو لا بالنفي بلا العاطفة ثم عمم ولهذا قال ثم أن النفي فيما فيه يجيء النفي حيث ذكر الاسم الظاهر ولم يقل ثم انه مع تقدم ذكر النفي بلا العاطفة كما يدل عليه النظر في دلائل الاعجاز انتهى فتدبر جيدا فان المقام من مزال الاقدام.
واعلم انه قد بقى في المقام شيء لا بد من ذكره وهو ان عند مجامعة طريقين من طرق القصر يسند القصر في لا مع انما الى انما لانه اقوى وفي لا مع التقديم الى التقديم لما ذكر واختلف في التقديم مع انما فقال بعض انه يستند الى التقديم لما ذكر وعكس بعض آخر وادعى اقوائية انما فتأمل.
(واصل الثانى) اى الكثير الراجح فيه (أن يكون ما استعمل) الثاني (له مما يجهله المخاطب وينكره بخلاف الثالث اي الوجه الرابع من وجوه الاختلاف) بين الطرق الاربعة (ان اصل النفي والاستثناء أن يكون الحكم الذي استعمل هو) اى الثانى اى النفى والاستثناء (له) اى للحكم (من الاحكام التي يجهلها المخاطب وينكرها بخلاف) الثالث