اذ ليس في نحو انما قائم ابواك من الشرائط المذكورة الا النفي (وقد نقل في) وجه (تضمنه معنى ما وإلا مناسبة عن علي بن عيسى الربعي البغدادي وهي أنه لما كانت كلمة أن لتأكيد إثبات المسند للمسند اليه ثم اتصلت بها ما) الزائدة الكافة (المؤكدة).
قال الرضي في بحث حروف الزيادة قيل فائدة الحروف الزائدة في كلام العرب اما معنوية واما لفظية.
فالمعنوية تأكيد المعنى كما تقدم في من الاستغراقية والباء في خبر ما وليس فان قيل فيجب أن لا يكون زائدة إذا أفادت فائدة معنوية قيل انما سميت زائدة لأنه لا يتغير بها أصل المعنى بل لا يزيد بسببها إلا تأكيد المعنى الثابت وتقويته فكانها لم تفد شيئا لما لم تغاير فائدتها العارضة الفائدة الحاصلة قبلها ويلزمهم أن يعدوا على هذا ان ولام الابتداء والفاظ التوكيد اسما كانت اولا زوائد ولم يقولوا به.
وبعض الزوائد يعمل كالباء ومن الزائدتين وبعضها لا يعمل نحو (فَبِما رَحْمَةٍ).
وأما الفائدة اللفظية فهي تزيين اللفظ وكونه بزيادتها أفصح او كون الكلمة أو الكلام بسببها مهيأ لاستقامة وزن الشعر أو لحسن السجع او لغير ذلك من الفوائد اللفظية ولا يجوز خلوها من الفوائد اللفظية والمعنوية معا وإلا لعدت عبثا.
ولا يجوز ذلك في كلام الفصحاء ولا سيما في كلام الباري تعالى وأنبيائه وأئمته عليهمالسلام وقد يجتمع الفائدتان في حرف وقد تنفرد أحداهما عن الاخرى انتهى.
(ناسب ان تضمن معنى القصر) الحاصل من ما والا (لان