حتى يكون قصر افراد (بل تنفي المجيء الذي اثبته) انت (لزيد عن عمرو) فيكون قصر قلب (فهو كلام مع من زعم ان الجائى عمرو) فقط (لا مع من زعم ان زيدا وعمرا) كلاهما (جائيان) فليس قصر افراد (فان زعمت ان المعنى انما جائني من بين القوء زيد وحده) حتى يكون قصر افراد (فانه تكلف والكلام) الصحيح المعتد به الذي له المعنى الجيد (هو الاول) اى كونه قصر قلب (وبه) اى بالمعنى الاول (الاعتبار اذا اطلق) الكلام (ولم يقيد بنحو وحده لانه) اى المعنى الاول (السابق الى الفهم) والمتبادر من الكلام (انتهى) حاصل (كلامه) ولكن لا يذهب عليك ان التفتازاني قد تصرف فى كلامه بحيث ليس وافيا بمجموع مرامه فراجعه ان شئت ان تعرف حقيقة ما رامه من كلامه.
(وانما كان) لفظ (انما مفيدا للقصر) خلافا لبعض الاصوليين حيث انكروا ذلك قال الرضى وقد خالف بعض الاصوليين فى افادته الحصر استدلالا بنحو قوله (ص) انما الاعمال بالنيات وانما الولاء للمعتق واجيب بأن المراد فى الخبرين التأكيد فكانه ليس عمل الا بالنية وليس الولاء الا بالعتق كقوله (ص) لا صلاة لجار المسجد الا فى المسجد انتهى.
(لتضمنه معنى ما) النافية (والا) الاستثنائية (وفى هذا الكلام) اى فى قوله لتضمنه كما سيصرح بذلك (اشارة الى ان) لفظة (ما فى انما ليست هى النافية) اذ لو كانت كذلك لكان المناسب ان يقول لكونه بمعنى ما والا (على ما توهمه بعض الاصوليين) وجماعة من البيانيين على ما صرح به ابن هشام وانى ليعجبني نقل كلامه