مثاله وليعلم ان ههنا مظنة اعتراض اذ لقائل ان يقول (قد جعل) الخطيب (الاهمية ههنا) اى فى تقديم بعض المعمولات (قسيما لكون الاصل التقديم) حيث قال وتقديم بعض معمولاته على بعض اما لان اصله التقديم او لان ذكره اهم (و) الحال انه (جعلها) اى الاهمية (فى) بحث (المسند اليه) مقسما بحيث تكون (شاملا له) اى لكون الاصل التقديم (ولغيره من الامور المقتضية لتقديم المسند اليه) حيث قال هناك واما تقديمه فلكون ذكره اهم اما لانه الاصل ولا مقتضى للعدول عنه واما ليتمكن الخبر فى ذهن السامع.
وحاصل الاعتراض ان بين الجعلين تناقض بدعوى انه يلزم اما جعل قسم الشىء قسيما له او قسيمه قسما له والاول بناء على صحة الاول فيبطل الثانى والثانى بناء على صحة الثانى فيبطل الاول وهذا الاعتراض نظير ما اورد على قوله فى التهذيب امتنعت او امكنت على ما هو مسطور هناك مع جوابه.
(وكلام المفتاح ههنا موافق لما ذكر فى) بحث (المسند اليه) فأجاب التفتازانى عن الاعتراض بقوله (فمراد المصنف بالاهمية ههنا الاهمية العارضة بحسب اعتناء المتكلم او السامع بشانه) اى بشان ما قدم (واهتمامه) اى المتكلم او السامع (بحاله لغرض من الاغراض) والمراد بالاهمية فى بحث المسند اليه الاهمية الاصلية فجعل اصالة التقديم فى بحث المسند اليه قسما من الاهمية الاصلية لا تنافى جعلها ههنا قسيما للاهمية العارضة.
والحاصل ان الاهمية قد تكون بالاصالة وقد تكون بالعارض والمراد ههنا هو الثانى والمراد فى ذلك البحث هو الاول فجعل اصالة التقديم