كقوله تعالى (وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْناهُمْ) (فلا يفيد) التقديم (الا التخصيص وذلك لامتناع تقدير الفعل مقدما) على المنصوب لما سياتى عن قريب عند البحث في (بِسْمِ اللهِ) من ان كلمة اما لا يليها فعل (نحو واما فهدينا ثمود لالتزامهم) اى العرب (وجود فاصل بين اما والفاء) وذلك كما صرح به السيوطي كراهة ان يوالي بين لفظي الشرط والجزاء.
(وتحقيق المقام ان قولنا اما زيد فقائم اصله مهما يكن من شىء فزيد قائم بمعنى ان يقع في الدنيا شيء يقع معه قيام زيد فهذا جزم بوقوع قيام زيد ولزومه) اى القيام (له) اى لزيد (لانه) اى قيام زيد (جعل لازما لوقوع شيء في الدنيا وما دامت الدنيا فانه يقع فيها شيء) جزما ومن المعلوم بديهة ان الجزم بوقوع الملزوم اي وقوع شيء يستلزم الجزم بوقوع اللازم اى قيام زيد (فحذف الملزوم الذي هو الشرط اعنى يكن من شي واقيم مقامه ملزوم القيام وهو زيد وابقى الفاء الموذن) اى المشعر (بان ما بعدها لازم لما قبلها ليحصل الغرض الكلي اعنى لزوم القيام لزيد والا) اى وان لم يكن المقصود من ابقاء الفاء حصول ذلك الغرض الكلي (فليس هذا) الموضع الذي دخلت الفاء (موقع الفاء لان موقعه صدر الجزاء فحصل) مما ذكر امور اربعة الاول (التخفيف) المطلوب غالبا عند الفصحاء (و) الثاني (اقامة الملزوم في قصد المتكلم اعني زيدا مقام الملزوم في كلامهم اعنى الشرط (و) الثالث (حصل من قيام جزء من الجزاء مقام الشرط ما هو المتعارف عندهم من ان حين ما التزم حذفه ينبغي ان يشتغل بشيء اخر) وبعبارة اخرى حصل من قيام جزء من الجزاء مقام الشرط