الجمع فلا تزاحم بين الاغراض والنكات (ولذا ذكر صاحب الكشاف ههنا) اى في ما قلى (انه) اى حذف المفعول منه (لاختصار لفظى لظهور) المفعول (المحذوف) بقرينة المفعول في ودعك (مثل) ظهور المحذوف في قوله تعالى (وَالذَّاكِرِينَ اللهَ كَثِيراً وَالذَّاكِراتِ) اى والذاكرته) فحذف المفعول من الثاني لظهوره بقرينة المفعول في الاول (واما) يكون الحذف (لاستهجان) اى لاستقباح (ذكره اى ذكر المفعول كقول عائشة رضى الله عنها) عند ذكرها احوال رسول الله (ص) وذكر معاشرته مع نسائه كنت اغتسل انا ورسول الله (ص) في اناء واحد (ما رأيت منه أى من النبى (ص) ولا رأى مني) فحذف المفعول (اي العورة) من الفعلين لاستقباح ذكره والقرينة اقتران هذا الكلام مع ذكر احواله (ص) ومعاشرته مع النساء.
(واما) يكون الحذف (لنكتة) وغرض (اخرى) غير النكات والاغراض المذكورة (كاخفائه) اى اخفاء المفعول عن السامع (او التمكن من انكاره ان مست الحاجة اليه) اى الى الانكار كأن يقال اهان الله ويراد زيد مثلا عند قيام القرينة عليه فيحذف المتكلم ذلك المفعول ليتمكن من الانكار عند الضرورة والحاجة (او تعينه) حقيقة (او ادعاء التعين له او نحو ذلك) كصونه عن اللسان او صون اللسان عنه او فوات فرصة او نحو ذلك مما تقدم في حذف المسند اليه مع توضيح منا هناك فراجع فانه يفيدك ههنا (قال الله تعالى (لِيُنْذِرَ بَأْساً شَدِيداً) اى لينذر الذين كفروا فحذف المفعول) اى الذين كفروا (لتعينه) ويحتمل ان يكون الحذف في هذه الاية لاحتقار المفعول نظير ما قاله السيوطى في قوله تعالى (كَتَبَ اللهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي) عند