الى امر الله والكرم في العرب والامام من قريش) ففى جميع هذه الامثلة يفيد الكلام ان المبتدأ مقصور على الخبر حقيقة او ادعاء (لان الجنس حينئذ يتحد مع واحد مما يصدق عليه الخبر فلا يتحقق) الجنس (بدون ذلك الواحد لكن يمكن تحقق واحد منه) اى مما يصدق عليه الخبر.
(في الجملة بدون الجنس فيلزم ان يكون الكرم مقصورا على الاتصاف بكونه في العرب ولا يلزم ان يكون ما في العرب مقصورا على الاتصاف بالكرم) بل يمكن ان يكون ما في العرب غير متصف بالكرم بل متصفا باللئامة والدنائة كالافعال التي صدرت من بني امية وامثالهم (وعلى هذا القياس) سائر الامثلة المذكورة (فليتأمل فان فيه دقة) وقد تقدم بعض الكلام فيه في اخر بحث ضمير الفصل فراجع ان شئت.
(وبهذا يظهر ان تعريف الجنس في الحمد لله يفيد قصر الحمد على الاتصاف بكونه لله على ما مر) في خطبة الكتاب.
هذا كله فيما جعل المعرف بلام الجنس مبتدأ (وان جعل خبرا فهو مقصور على المبتدأ نحو زيد الامير) اى لا غير زيد (و) نحو (عمرو الشجاع) اى لا غير (والموصول الذي قصد به الجنس في هذا الباب بمنزلة المعرف بلام الجنس) في انه يفيد القصر نحو الذي يسعى في حوائج الناس مطيع لامر الله والى هذا المعنى اشار الشاعر الفارسى بقوله
اطاعت بجز خدمت خلق نيست |
|
اطاعت بسجاده ودلق نيست |