اهملت فيه شرائط الانتاج واى فائدة تكون في ذلك) القياس غير المنتج (وهل يركب القياس) من الصغرى والكبرى (الا لحصول النتيجة بل الحق ان قوله (لَوْ عَلِمَ اللهُ فِيهِمْ خَيْراً) لَأَسْمَعَهُمْ) (وارد على قاعدة اللغة) التى تقدم بيانها مفصلا (يعنى ان سبب عدم الاسماع عدم العلم بالخير فيهم) كما ان قولنا لو جئتنى لاكرمتك معناه ان سبب عدم الاكرام عدم المجيىء (ثم ابتدء بقوله تعالى (وَلَوْ أَسْمَعَهُمْ لَتَوَلَّوْا)) حالكونه (كلاما) مستقلا (اخر على طريقة لو يخف الله لم يعصه يعنى ان التوالى لازم على تقدير الاسماع فكيف على تقدير عدم الاسماع فهو) اي التولى (دائم الوجود كذا ذكر) في بعض التفاسير.
(و) انا (اقول) في الجواب وجها اخر وهو انه (يجوز ان يكون) الجزاء اعني (التولي منتفيا بسبب انتفاء) الشرط اعني (الاسماع) كما هو مقتضى اصل لو) من كونها لامتناع الجزاء لامتناع الشرط حسبما بيناه مفصلا ومستقصى.
وانما قلنا بان التولي منتف (لان التولي) كما في المصباح (هو الاعراض عن الشيء وعدم الانقياد له فعلى تقدير عدم اسماعهم ذلك الشيء لم يتحقق منهم التولى والاعراض عنه) فتكون لو على اصلها اعنى لامتناع الجزاء لامتناع الشرط.
(و) ان قلت اذا لم يتحقق منهم التولى لزم ان يتحقق منهم لانقياد ضرورة ان انتفاء احد الضدين مستلزم لتحقق الاخر.
قلت (لم يلزم من هذا) اى من انتفاء التولى (تحقق الانقياد) وذلك لان الاستلزام المذكور انما هو في الضدين الذين لا ثالث لهما والمقام ليس كذلك اذ الثالث وهو الكفر عن عناد من دون ان