الانسان ناطقا فالحمار ناهق او ليس كلما كان الانسان ناطقا كان الحمار ناهقا هذا ولكن في اشتراط الانتاج بكون كلتا المقدمتين لزومية كلام ليس هنا محل ذكره (وهو) اى كونهما لزوميتين (ممنوع ولو سلم) كونهما لزومية (فاستحالة النتيجة) على تقدير وقوع المقدم (ممنوعة) وذلك (لان) غاية ما في المقام ان (علم الله فيهم خيرا محال اذ لا خير فيهم) وذلك لا بوجب استحالة النتيجة.
(و) ذلك لما تقرر في محله من ان (المحال جاز ان يستلزم المحال) نحو قوله تعالى (قُلْ إِنْ كانَ لِلرَّحْمنِ وَلَدٌ فَأَنَا أَوَّلُ الْعابِدِينَ) على بعض الوجوه فالنتيجة لها اعتباران اعتبار على تقدير وقوع المقدم واعتبار في نفسها فهى غير مستحيله بالاعتبار الاول ومستحيلة بالاعتبار الثاني فلاتنا في بين منع استحالة النتيجة والحكم بمحاليته في قوله والمحال جازا يستلزم المحال.
(وهذا) الجواب الذي ظاهره تسليم كون الاية قياسا اقترانيا كما ادعى في السوال ثم دفع السوال بالامور الثلاثة المترتبة (غلط) فاحش (لان لفظ لو لم يستعمل في فصيح الكلام في القياس الاقترانى وانما يستعمل في القياس الاستثنائى المستثنى فيه نقيض التالى) كما في قوله تعالى (لَوْ كانَ فِيهِما آلِهَةٌ إِلَّا اللهُ لَفَسَدَتا) (لانها) كما بيناه مفصلا (لامتناع الشيىء لامتناع غيره ولهذا) اي ولكونها مستعملة في القياس الاستثنائى المذكور (لا يصرح باستثناء نقيض التالى) لكون هذا الاستثناء معلوما عندهم مثلا لا يقال في الاية لكنهما لم تفسدا فلم يكن فيهما الهة.
(و) ايضا (كيف يصح ان يعتقد في كلام الحكيم تعالى انه قياس