اذ فيه (ايهام لعكس) المعنى (المقصود) اذ المعنى المقصود كونه في حال الانصراف من الحرب قويا في الاقدام وتام البصيرة في الحرب.
الى هنا كان الكلام في بيان كون هذا القلب في البيت متضمنا لما يوهم عكس المقصود (واجيب بانه ليس من باب القلب لان قوله جذع البصيرة) وقارح الاقدام (حال من الضمير) المستتر (في لم اصب) لا من الضمير البارز في انصرفت كما توهم (لانه) اى لان الضمير في لم اصب (اقرب) من الضمير في انصرفت (و) ليس معنى لم اصب لم اجرح كما توهم بل (معناه لم الف) اي لم اوجد فهو (من اصبت الشي) بمعنى (الفيته ووجدته) لا من اصبت بمعنى جرحته بالسهم او السيف كما توهم والنفي في لم اصب راجع الى الحالين اي قوله جذع البصيرة قارح الاقدام (اى لم الف) ولم اوجد (بهذه الصفة) اي بهاتين الحالين (بل وجدت بخلافها) اي بخلاف هذه الصفة اى وجدت (جذع الاقدام قارح البصيرة (وليس معناه) اي معنى لم اصب (لم اجرح) كما توهم (لان ما قبله) اى ما قبل البيت الرابع (من الابيات) الثلاثة التي نقلناها نحن (يدل على انه) اى الشاعر (جرح وتحدر منه الدم) بحيث خضب بما تحدر من دمه اكناف سرجه وعنان لجامه فكيف يمكن ان يكون معنى قوله لم اصب لم اجرح (ولان فحوى كلامه) اى مضمون كلامه ومفهومه (الدلالة على انه) اى الشاعر (جرح ولم يمت) وانما قال هذا الكلام (اعلاما) وتنبيها (بان الاقدام) والاقتحام في المعارك (ليس بعلة للحمام) والموت (وحثا) وترغيبا (على ترك الفكر في العواقب) اى عواقب الحروب والمعارك (و) حثا على (رفض التحرز خوفا من المعاطب) اى الامكنة