عند العرب ومن اراد الاطلاع عليه فليتتبع.
(و) الى القول الثاني اشار بقوله (رده) اى القلب (غيره اى غير السكاكي مطلقا) اى سواء تضمن اعتبارا لطيفا زائدا على مجرد ملاحة القلب المحوج الى التنبيه الى الاصل او لم يتضمن وسواء اوهم خلاف المقصود ام لا وذلك لان الكلام المقلوب بظاهره يدل على عكس المطلوب والمخاطب قد لا يتنبه فيقع في الخطاء وذلك خلاف المقصود من وضع الكلام.
(و) اختار المصنف القول الثالث وهو ان (الحق انه ان تضمن اعتبارا لطيفا غير نفس القلب الذي جعله السكاكي من اللطائف قبل كقوله اي قول روبة ومهمه اي مفازة) وهي الارض التي لا ماء فيها ولا نبت سميت مفازة تفاؤلا بان السالك فيها يفوز بمقصوده او بالنجاة من المهالك والا فهي مهلكة وذلك نظير ما قيل بالفارسية بر عكس نهند نام زنكى كافور (مغبرة متلونة بالغبرة) لانه ماخوذ من اغبر الشيء اذا تلون بالغبرة وهي لون التراب وقد يفسر مغبرة بمملوئة من الغبرة فحينئذ الغبرة بمعنى الغبار فتامل.
(ارجائه) اي (اطرافه ونواحيه) وجوانبه وهو (جمع الرجا مقصورا) واما الرجاء بالمد فهو انتظار شيء محبوب يحصل في المستقبل مع تهية اسباب وجوده (كان لون ارضه سمائه) والدليل على هذا الحذف انه لا مناسبة بين لون الارض وذات السماء حتى يشبه لون الارض بها (وهذا معنى قوله اي لونها فالمصراع الاخير) اى كان لون أرضه سمائه (من باب القلب) اذ مقتضى الظاهر ان يشبه السماء في اغبرارها بالارض لان الارض اقوى من السماء في هذا المعنى (والمعنى)