ففى قوله ولايك موقف منك الوداعا قلب (اي ولايك موقف الوداع موقفا منك) فاعتبر ان موقف كان في الاصل منصوبا خبرا لكان وان الوداع بحذف مضاف كان في الاصل اسما لكان فجعل كل مكان الاخر واجرى عليه حكمه من الاعراب اى رفع موقف الذي كان منصوبا ونصب الوداع المحذوف المضاف الذي كان مرفوعا والداعى الى اعتبار ذلك انما هو القواعد اللغوية لما سياتى في الباب الثالث في بحث تنكير المسند من ان كون المسند اليه نكرة والمسند معرفة ليس في كلام العرب فتامل.
(و) الضرب (الثانى ان يكون الداعى اليه) اي الى اعتبار القلب (من جهة المعنى لتوقف صحته) اي صحة المعنى (عليه) اي على اعتبار القلب (و) حينئذ (يكون) اعتبار القلب في (اللفظ تابعا) لاعتباره في المعنى اذ لا داعى من جهة القواعد اللغوية الى اعتبار القلب في الفاظ الكلام اذ لا يتوقف صحته على اعتباره فيه.
(نحو عرضت الناقة على الحوض والمعنى) مقلوب اذ المراد منه (عرضت الحوض على الناقة لان المعروض عليه ما يكون له ادراك يميل به الى المعروض او يرغب عنه).
قال ابن هشام في الباب الثامن القاعدة العاشرة من فنون كلامهم القلب واكثر وقوعه في الشعر الى ان قال قاله الجوهري وجماعة منهم السكاكى والزمخشري وجعل منه ويوم يعرض الذين كفروا على النار وفي كتاب التوسعة ليعقوب بن اسحق السكيت ان عرضت الحوض على الناقة مقلوب وقال الاخر لا قلب في واحد منهما واختاره ابو حيان ورد على قول الزمخشري في الاية انتهى.