مات في تلك الجمعة ولم يركب بعد تلك الركبة.
وعن تاريخ ابن الجوزى كان سجنه حائطا محوطا لا سقف له فاذا اوى المسجونون الى الجدران يستظلون بها حر الشمس رمتهم الحرس بالحجارة وكان يطعمهم خبز الشعير مخلوطا بالملح والرماد وكان لا يلبث الرجل في سجنه الا يسيرا حتى يسود ويصير كانه زنجي حتى ان غلاما حبس فيه فجائت اليه امه بعد ثلاثة ايام تتعرف خبره فلما تقدم اليها انكرته وقالت ليس هذا ابنى هذا بعض الزنج فقال لا والله يا اماه انت فلانة بنت فلانة وابى فلان فلما عرفته شهقت شهقة كان فيها نفسها ويحكى عن الشعبى انه قال لو اخرجت كل امة خبيثها وفاسقها واخرجنا الحجاج بمقابلتهم لغلبناهم.
قال ابن خلكان وكان مرضه بالاكلة وقعت في بطنه ودعا بالطبيب لينظر اليها فاخذ لحما وعلقه في خيط وسرحه في حلقه وتركه ساعة ثم اخرجه وقد لصق به دود كثير وسلط الله تعالى عليه الزمهرير فكانت الكوانين يجعل حوله مواقد مملوة نار وتدنى منه حتى يحرق جلده وهو لا يحس بها الى ان مات عليه لعائن الله انتهى.
وكان هو لعنة الله عليه ثمرة من ثمرات الشجرة الملعونة في القران والشجرة تنبىء عن الثمرة وانما اطنبت الكلام هنا وان كان خارجا عن وضع ما نحن فيه لامرين احدهما لان يعتبر العاقل ويتنبه الغافل ولا يغتر بما يرى من نعيم الدنيا وسلطانها بيد بعض الغفلة واتباعهم ويقول بلسان المقال او الحال.
كجا من شكر اين نعمت كذارم |
|
كه زور مردم ازارى ندارم |
والثانى ان يرضي العاقل وان كان يهينه من هو من نفسه غافل لما