يترقب بان حمل القبعثرى (الادهم في كلامه) اي الحجاج (على الفرس الادهم اي الذي غلب سواده حتى ذهب البياض الذي فيه وضم اليه الاشهب اي الذي غلب بياضه حتى ذهب ما فيه من السواد ومراد الحجاج انما هو القيد فنبه) القبعثري الحجاج (على ان الحمل على الفرس الادهم هو الاولى بان يقصده الامير اي من من كان مثل الامير في السلطان) اي في الغلبة والسلطة (وبسطة اليد فجدير بان يصفد اي بان يعطي المال ويهب) فهو (من الاصفاد) اي من باب الافعال (لا ان يصفد اي يقيد ويوثق) فهو (من صفده) اي من الثلاثى المجرد بخلاف الاول فانه كما قلنا من المزيد فيه.
قال الراغب في المفردات الصفد والصفاد الغل وجمعه اصفاد والاصفاد الاغلال قال الله تعالى (مُقَرَّنِينَ فِي الْأَصْفادِ) والصفد العطية اعتبارا بما قيل انا مغلول اياديك واسير نعمتك ونحو ذلك من الالفاظ الواردة عنهم في ذلك.
وقريب من ذلك ما في الكشاف في سورة ص وهذا نصه الصفد القيد وسمى به العطاء لانه ارتباط للمنعم عليه ومنه قول على (ع) من برك فقد اسرك ومن جفاك فقد اطلقك ومنه قول القائل غل يدا مطلقها وارق رقبة معتقها وقال حبيب ان العطاء اسار وتبعه من قال
وقيدت نفسي في ذراك محبة |
|
ومن وجد الاحسان قيدا تقيدا |
وفرقوا بين الفعلين فقالوا صفده قيده واصفده اعطاه كوعده اوعده انتهى.
واما النكتة في ذلك الفرق فقال بعض المحققين ان صفد للقيد وهو ضيق فناسب ان تقلل حروفه الدالة عليه واصفد للاعطاء المطلق المطلوب