نعبد (هو ان فيه) اي في هذا الالتفات (تنبيها على ان العبد اذا اخذ) اي شرع
(في القرائة يجب ان تكون قرائته) من حضور القلب (على وجه يجد من نفسه ذلك المحرك
المذكور) حتى يكون ممن يعبد الله بما وصى به رسول الله ص حيث يقول يا ابا ذر اعبد
الله كانك تراه فان لم تكن تراه فانه يراك وفي بعض نسخ الحديث كما قال ميرزا ابو
طالب في اخر البهجة المرضية فان كنت لا تراه فانه براك.
(هذا) الوجه (الذي
ذكره المصنف) في بيان اللطيفة (جار على طريقة المفتاح وطريقة الكشاف هو انه) اي
العبد (لما ذكر الحقيق بالحمد) بقوله (الْحَمْدُ لِلَّهِ) (واجرى عليه تلك الصفات تعلق العلم بمعلوم عظيم الشان حقيق بالثناء
والعبادة فالنفت) من الغيبة (وخوطب ذلك) الحقيق (المعلوم المتميز) بتلك الصفات (فقيل
اياك يا من هذه صفاته نعبد ليكون الخطاب ادل على ان العبادة له لاجل ذلك التميز
الذي لا يحق العبادة الا به) اي الا بسبب ذلك التميز (لان الخطاب) كما بين في بحث
الضماير (ادخل في التميز واعرف) من الغيبة (فيه) اي في التميز (فكان تعليق العبادة
به) اي بالخطاب (تعليق بلفظ المتميز) بتلك الصفات (ليشعر) ذلك التعليق (بالعلية)
لان تعليق الحكم بالوصف مشعر بالعلية فيكون كدعوى الشيء ببينة وبرهان.
(ويمكن) بيان
اللطيفة بطريقة اخرى وهي (ان يقال ان ازدياد ذكر لوازم الشيء وخواصه يوجب ازدياد
وضوحه وتميزه) (و) ازدياد (العلم به فلما ذكر الله تعالى توجه النفس) اي نفس العبد
غير الغافل (الى الذات الحقيق بالعبادة فكلما اجرى عليه صفة من تلك الصفات العظام
ازداد ذلك) الوضوح والتميز والعلم (وقد وصف ذلك)