اخذها انا) مثال لما هو مفعول في المعنى للوصف (وما اخذ انا كل الدراهم)
مثال للمفعول اللفظي المتاخر.
وقد بقى في
المقام امثلة اخرى يسهل اخراجها ان اتقنت ما تقدم من الامثلة في الفاعل وكيف كان (فيفيد)
الكلام او لفظ كل في المثال الاول (تعلق ادراك المرء ببعض متمنياته) وعدم تعلق
ادراكه ببعضها الاخر (و) في سائر الامثلة (تعلق الاخذ ببعض الدراهم) وعدم تعلقه
ببعضها الاخر فدلالة هذه الامثلة على ما ذكر انما هو (بدليل الخطاب وشهادة الذوق
والاستعمال) والمراد من دليل الخطاب مفهوم الموافقة قال في القوانين المفهوم اما
ان يكون الحكم المدلول عليه بالالتزام موافقا للحكم المذكور في النفي والاثبات فهو
مفهوم الموافقة كدلالة حرمة التافيف على حرمة الضرب ويسمى بلحن الخطاب وفحوى
الخطاب والا فهو مفهوم المخالفة ويسمى بدليل الخطاب انتهى بادنى اختصار.
(قال الشيخ اذا
تاملنا وجدنا ادخال كل في حين النفي لا يصلح الا حيث يراد ان بعضا كان وبعضا لم
يكن) انتهى كلام الشيخ (و) لكن (فيه) اي في كلام الشيخ (نظر لانا نجده حيث لا يصلح
ان يتعلق ببعض) بل يجب ان يتعلق بالجميع (كقوله (وَاللهُ لا يُحِبُّ
كُلَّ مُخْتالٍ)) اي متكبر معجب بنفسه (فَخُورٍ) اي كثير الفخر على
الناس بغير حق وكقوله تعالى (وَاللهُ لا يُحِبُّ
كُلَّ كَفَّارٍ) اي جاحد بتحريم الزنا (أَثِيمٍ) اي كثير الاثم وقوله تعالى (وَلا تُطِعْ كُلَّ حَلَّافٍ) اي كثير الحلف في الحق والباطل (مَهِينٍ) اي قليل
الراى والتميز او حقير عند الناس لاجل كذبه فان المراد قطعا نفى محبة كل مختال وكل
كفار وكل حلاف فليس المراد في هذه الايات المعنى الذي قاله الشيخ واتباعه