ولا يصح الجواب عن هذا الوجه الثاني من وجوه النظر بما ذكر انفا من ان دلالة قولنا لم يقم انسان على النفي جملة الافراد بطريق الالتزام ودلالة لم يقم كل انسان عليه بطريق المطابقة فلا يكون تاكيدا وذلك لان هذا الجواب اوجب الاعتراض على الصورة الاولى ايضا غاية ما فيه انه على سبيل الترديد حسبما بيناه وشرحناه بما لا يزيد عليه.
(بل الجواب) الصحيح عن هذا الوجه اي وجه النظر النظر (ان نفي الحكم) اي القيام مثلا (عن الجملة) اي عن جملة الافراد على ثلاثة اقسام لانه اي نفي الحكم (اما بان يكون منفيا عن كل فرد) هذا هو القسم الاول (او بان يكون منفيا عن بعض الافراد ثابتا للبعض الاخر) هذا هو القسم الثاني (او بان يكون محتملا للمعنيين) اي النفي عن كل فرد والنفي عن بعض والثبوت عن بعض اخر وهذا هو القسم الثالث.
(والمستفاد من لم يقم انسان بدون لفظ كل (هو القسم الاول فقط) اي النفي عن كل فرد وذلك لورود موضوعها نكرة غير مصدرة بلفظ كل في سياق النفي وقد تقدم ان كل نكرة كذلك مفيد لعموم النفي (فالحمل عليه) اي حمل لفظ كل على النفي عن كل فرد (تاكيد) لكونه حاصلا قبل دخول لفظ كل مع اتحاد الدلالتين في النوع من حيث المطابقة والتنصيص (و) الحمل (على غيره) اي على احد القسمين الاخيرين (تاسيس فلو جعلنا لم يقم كل انسان) مع لفظ كل (للنفي عن كل فرد يلزم ترجيح التاكيد على التاسيس) لان هذا المعنى كان حاصلا قبل دخول لفظ كل بالمطابقة (فاما اذا جعلناه) اي لم يقم كل انسان (للنفي عن جملة الافراد على الوجه المحتمل) اي القسم