هذين الاسمين) اي لفظ مثل وغير (يقدمان ابدا) ودائما (على الفعل اذا قصد بهما هذا المعنى) الكنائى (وترى هذا المعنى) الكنائي (لا يستقيم فيهما اذا لم يقدما لو قلت يفعل كذا مثلك او غيرك) او قلت لا يفعل كذا مثلك او غيرك (رايت كلاما مقلوبا عن جهته ومغيرا عن صورته) المقبولة عند البلغاء (ورايت اللفظ قد نبأ) اي اخبر (عن معناه ورايت الطبع) السليم والذوق المستقيم (يابى) اى يمتنع (ان يرضاه) ويستحسنه ويقبله.
(قيل) والقائل جماعة منهم ابن مالك وانما اتى بصيغة التمريض لا لضعف ما قالوا بل لضعف ما استدلوا به لما قالوا يظهر ما ذكرنا مما ياتي (وقد يقدم المسند اليه المسور بكل على المسند المقرون بحر النفى لانه اى التقديم دال على العموم اى على نفى الحكم عن كل فرد من افراد ما اضيف اليه لفظ كل نحو كل انسان لم يقم فانه يفيد نفى القيام عن كل واحد من افراد الانسان) فيكون مفاده العموم الافرادى (نجلاف ما لو اخر) المسند اليه المسور بكل عن المسند المقرون بحرف النفى (نحو لم يقم كل انسان فانه يفيد نفى الحكم عن جملة الافراد لا عن كل فرد فالتقديم يفيد عموم السلب وشمول النفي والتاخير لا يفيد الا سلب العموم ونفي الشمول) فيكون مفاده العموم الجمعي فتامل.
الى هنا كان الكلام فيما قاله الجماعة وهو حق لا ضعف فيه واما ما استدلوا به لما قالوه فهو ما اشار اليه بقوله (وذلك اى افادة التقديم النفي عن كل فرد والتاخير النفي عن جمله الافراد لئلا يلزم ترجيح التاكيد وهو ان يكون) دخول (لفظ كل) على المسند اليه (لتقرير المعنى الحاصل قبله) اي قبل دخول لفظ كل على المسند