اي صحة ذلك «انما يكون فيما» اي في فعل «يمكن انكاره كما في هذا المثال» فان الفعل فيه هو القول الذي ادعى وجوده وصدوره من المتكلم فيمكن انكار وجوده وصدوره من المتكلم وغيره «بخلاف قولك ما انا بنيت هذه الدار ولا غيرى فانه لا يصح» لان الفعل فيه بناء الدار الموجود المشاهد المحسوس والضرورة قاضية بان الدار الموجود المشاهد المحسوس لا بد لها من بان ينبيها ويوجدها وبمثل هذا يستدل على اثبات الصانع للعالم «ولا» يصح ايضا «ما انا رايت احدا» من الناس كذا في الايضاح «لانه» اى هذا التركيب بما فيه من الخصوصيات التي ياتى بيانها «يقتضى ان يكون انسان غير المتكلم قدر اي كل احد لانه قد نفى عن المتكلم الرؤية على وجه العموم في المفعول فوجب ان تثبت» الرؤية «لغيره» اي لغير المتكلم «ايضا على وجه العموم» في المفعول «لما تقدم» من ان الثبوت لغير المتكلم على الوجه الذي نفى عنه من العموم والخصوص والعموم ههنا محال وذلك ظاهر.
«قال المصنف» في الايضاح في بيان عدم صحة هذا التركيب ما حاصله «لان المنفي هو الرؤية الواقعة على كل واحد من الناس وقد تقدم ان الفعل الذي يفيد التقديم ثبوته لغير المذكور هو بعينه الفعل الذي نفى عن المذكور» فيلزم ان يثبت لغير المتكلم الرؤية الواقعة على كل واحد من الناس ومن المعلوم ان ذلك محال.
«وفيه» اي فيما قال المصنف في الايضاح في بيان عدم صحة هذا التركيب «نظر لانا لا نسلم ان المنفى هو الرؤية الواقعة على كل احد من الناس بل» المنفى «الرؤية الواقعة على فرد من افراد الناس»