«واما تقديمه اي تقديم المسند اليه على المسند» وليعلم ان المراد بالمسند اليه ههنا هو المبتدء لا الاعم منه ومن الفاعل وذلك لان رتبه الفاعل البعدية كما صرح به السيوطي في شرح قول الناظم :
وبعد فعل فاعل فان ظهر |
|
فهو والا فضمير استتر |
وسيجيء تفصيل الكلام في ذلك عن قريب عند قول الخطيب وفيه نظر اذ الفاعل اللفظي والمعنوي سواء الخ.
(فان قلت كيف يطلق التقديم على المسند اليه) والحال انه قاد في مكانه (وقد صرح صاحب الكشاف بانه انما يقال مقدم ومؤخر للمزال) عن مكانه كقوله تعالى (إِيَّاكَ نَعْبُدُ) حيث ازيل كل واحد من العامل والمعمول عن مكانه فحينئذ يقال للمعمول مقدم وللعامل مؤخر (لا للقار في مكانه) كما في ما نحن فيه.
(قلت) نعم لكن حفظت شيئا وغابت عنك اشياء لان (التقديم) على ما صرح به الشيخ في دلائل الاعجاز (ضربان) احدهما (تقديم على نية التاخير كتقديم الخبر على المبتدء والمفعول على الفعل ونحو ذلك مما يبقى له مع التقديم اسمه ورسمه الذي كان قبل التقديم) قال الشيخ وذلك في كل شىء اقررته مع التقديم على حكمه الذي كان عليه وجنسه الذى كان فيه انتهى.
(و) الثانى (تقديم لا على نية التاخير كتقديم المبتدء على الخبر والفعل على الفاعل وذلك بان تعمد الى اسم فتقدمه تارة على الفعل فتجعله مبتدء نحو زيد قام وتوخره تارة فتجعله فاعلا نحو قام زيد) قال الشيخ وتقديم لا على نية التاخير ولكن على ان تنقل الشىء عن حكم الى حكم وتجعله بابا غير بابه واعرابا غير اعرابه وذلك ان تجيء