اي قوله لا يعدون تلك الحقيقة (معنى التعريف) في المفلحون (وفائدته) كما هو صريح صدر كلامه (لا معنى) ضمير (الفصل بل صرح في هذه الاية) كما نقلناه في اخر كلام ابن هشام انفا (بان فائدة) ضمير (الفصل الدلالة على ان الوارد بعده خبر لا صفة والتوكيد وايجاب ان فائدة المسند ثابتة للمسند اليه دون غيره) هذا ولكن في ذيل كلامه ما يشعر بان لضمير الفصل دخل في المعنى المذكور اى قوله لا يعدون تلك الحقيقة وهذا نصه فانظر كيف كرر الله عزوجل التنبيه على اختصاص المتقين بنيل ما لا يناله احد على طرق شتى وهي ذكر اسم الاشارة وتكريره وتعريف المفلحين وتوسيط الفصل بينه وبين اولئك وليبصرك مراتبهم ويرغبك في طلب ما طلبوا وينشطك لتقديم ما قدموا ويثبطك عن الطمع الفارغ والرجاء الكاذب والتمني على الله ما لا يقتضيه حكمته ولم يسبق به كلمته انتهى فيمكن ان يكون منشاء ما زعمه بعض الناس هذا الذي ذكره في اخر كلامه فلا شيء عليه والله اعلم.
(ثم التحقيق ان الفصل) ياتي لكل واحد من القصرين مع تاكيد وهذا هو المراد بقوله (قد يكون للتخصيص اي قصر المسند على المسند اليه نحو زيد هو افضل من عمرو) اي الافضلية من عمرو مقصورة على زيد (و) نحو (زيد هو يقاوم الاسد) اي مقاومة الاسد مقصورة على زيد (ذكر صاحب الكشاف في قوله تعالى (أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللهَ هُوَ يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبادِهِ)) ان كلمة (هو للتخصيص) اي تخصيص المسند اليه بالمسند اي قصر المسند على المسند اليه اى قبول التوبة عن العباد مقصور على الله تعالى (والتاكيد) اي تاكيد ذلك التخصيص فالاية والمثالان لقصر الصفة على الموصوف مع تاكيد