ما فيه فالاشتمال (من حيث كونه) اى المبدل منه دالا عليه اجمالا ومتقاضيا له) اى طالبا له (بوجه ما) اى ذاتى او عرضي عام او خاص (بحيث تبقى النفس) اي نفس السامع (عند ذكر المبدل منه متشوقة الى ذكره) اي البدل (منتظرة له) اي البدل فيكون اوقع في النفس (فيجيء هو) اي البدل (مبينا وملخصا لما اجمل اولا) ثم قال الرضى وقال المبرد والقولان متقاربان سمى بدل الاشتمال لاشتمال الفعل المسند الى المبدل منه على البدل ليفيد ويتم لان الاعجاب في قولك اعجبني زيد حسنه وهو مسند الى زيد لا يكتفى به من جهة المعنى لانه لم يعجبك للحمه ودمه بل لمعنى فيه وكذا سلب زيد ثوبه ظاهر في انه لم يسلب نفسه بل سلب شىء منه وكذا السئول عن نفس الشهر في قوله تعالى (يَسْئَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرامِ) غير مفيد الا ان يكون لحكم من احكامه غير معين وكذا لعن اصحاب الاخدود مطلقا غير مفيد الا لفعلهم بذلك الاخدود ما استحقوا به اللعن بخلاف ضربت زيدا عبده فانه بدل الغلط لان ضرب زيد مفيد غير محتاج الى شيء اخر ولا تقول في بدل الاشتمال نحو قتل الامير سيافه وبنى الوزير وكلائه لان شرط بدل الاشتمال ان لا يستفاد هو من المبدل منه معينا بل يبقى النفس مع ذكر الاول متوقفة على البيان للاجمال الذي فيه وههنا الاول غير مجمل اذ يستفاد عرفا من قولك قتل الامير ان القاتل سيافه وكذا في امثاله انتهى.
(وسكت) المصنف (عن بدل الغلط لانه لا يقع في فصيح الكلام) هذا على اطلاقه ممنوع فليراد منه الغلط الصرف والنسيان قال الرضى البدل الغلط على ثلاثة اقسام اما بداء وهو ان يذكر المبدل منه عن