(فيوما بخيل تطرد الروم عنهم) |
|
ويوما بجود تطرد الفقر والجدبا |
الشاهد في بخيل وبجود فان التنكير في كل واحد منهما للتقليل ولذا قال (اى بعدد نزر) اى قليل (من خيولك وفرسانك وبشيء يسير من فيضان جودك واحسانك) والحاصل انك يوما تطرد الروم عن رعاياك بقليل من خيلك وفرسانك لان الواحد منهم يعد بفرسان كثيرة من غيرهم ويوما بجود يسير من كرمك تطرد عنهم الفقير والجدب لان القليل منك اكثر من كثير غيرك.
(واعلم انه كما ان التنكير وهو في معنى البعضية يفيد التعظيم فكذلك اذا صرح بالبعض كقوله تعالى (وَرَفَعْنا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجاتٍ)) الشاهد في البعض الاول فانه تعالى (اراد) به (محمّدا ص ففى هذا الابهام) اي التعبير عنه ص بلفظ البعض وعدم التصريح باسمه الشريف (من تفخيم فضله واعلاء قدره ما لا يخفى ومثله) اي مثل قوله تعالى في كون لفظ بعض فيه مفيدا (التعظيم (قوله)
تراك امكنة لم ارضها |
|
(او يربط بعض النفوس حمامها |
تراك صيغة مبالغة وامكنة جمع مكان ويرتبط من الربط والحمام بكسر الحاء الموت والشاهد في بعض النفوس حيث دل على التعظيم لان الشاعر (اراد به نفسه) لانه في معرض الافتخار يقول اني كثير الترك للامكنة والبلدان وكثير الانتحال منها اذا لم ارضها الا ان يمنعنى الموت من الانتقال منها وقريب من ذلك ما قيل بالفارسية :
بهر ديار كه در چشم خلق خوار شدى |
|
سبك سفر كن از آنجا برو بجاى دگر |